أزعجت القصيدة التي ألقاها الرئيس التركي اردوغان يوم أمس في حفل الانتصار في باكو ايران كثيراً، فقد غرّد وزير الخارجية الإيراني ظريف مستنكراً بشدة القصيدة، فيما استدعت الخارجية الايرانية السفير التركي في طهران وسلمته رسالة احتجاج.
.. يتبع..
الانزعاج الإيراني كان بسبب محتوى القصيدة، التي تقول:
لقد فرّقوا نهر أراس "وهو النهر الذي يفصل بين ايران وارمينيا واذربيجان"
وملؤوه بالماء..
لم أكن أريد فراقك
ففرقونا قسراً!
الأمر الذي اعتبرته ايران خطاباً للسكان للإيرانيين الآذريين، الذين يشكلون 30-40% من سكان ايران.
..
لا شك أن ايران منزعجة من وجود دولتين تركيتين قويتين على حدودها، كما أن مراسم الاحتفال في باكو طغى عليها الطابع التركي، الأمر الذي قد يشجّع الأتراك الإيرانيين على المطالبة بالانفصال، أو تقوية النزعات الانفصالية بداخلهم على الأقل.
وهو خط أحمر بالنسبة للأمن القومي الايراني.
تعلم ايران جيداً أن الولاء التركي للآذريين يطغى على الولاء المذهبي الشيعي، وهي تستشعر خطراً جسيماً في لعب تركيا على وتر اختلافاتها العرقية الداخلية.
وربما تحس إيران بفداحة ما قامت به من لعب باختلافات شعوب العراق ولبنان وسوريا، حيث حولتهم لساحة حرب مذهبية!
لا أعتقد أن اردوغان كان يقصد مخاطبة أتراك ايران بالقصيدة، فهي مكتوبة قديماً، وألقاها بمناسبة النصر التركي الآذري في كاراباغ.
ولكن وقوف تركيا إلى جانب اخوتها الاتراك في اذربيجان سيحي النزعات القومية داخل اتراك إيران، الأمر الذي تعتبره إيران خطاً أحمراً يستهدف أمنها القومي!