- صاحب المنشور: شذى الزناتي
ملخص النقاش:
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم. من ناحية، توفر هذه المنصات فرصاً عظيمة للتواصل العالمي والتعبير عن الذات وبناء شبكات اجتماعية جديدة. ولكنها من الجانب الآخر أثارت مخاوف بشأن تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية للأفراد خاصة الشباب والمراهقين.
التغييرات في الأنماط الاجتماعية والسلوكية
أظهرت الدراسات الحديثة كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي تغيير الأنماط الاجتماعية والسلوكيات اليومية. حيث يستغرق الكثير من المستخدمين ساعات طويلة يومياً أمام الشاشات سواء عبر الهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة. هذا الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى الإرهاق العقلي والجسدي مما يزيد الضغط والتوتر لدى الأفراد. بالإضافة لذلك، هناك تحول نحو القلق الاجتماعي وعدم القدرة على التركيز والمشاركة الفعالة في الحياة الواقعية بسبب الاعتماد الزائد على عالم الإنترنت الافتراضي.
المقارنة الذاتية والعواقب السلبية
تساهم مقارنات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأنفسهم بمحتوى آخرين بكثرة في زيادة المشاعر السلبية مثل الغيرة والحسد والشعور بالنقص الشخصي. فمعظم المحتويات التي يتم مشاركتها تعكس جانباً "مثاليا" للحياة غالبا ما لا يتوافق مع الحقائق اليومية للشخص المستقبل لهذه المعلومات. وهذا الأمر يتسبب بتحول الرؤية الداخلية للسعادة والإنجاز بالنسبة للفرد وقد يعزز التصورات غير الصحية حول الجسم المثالي والأدوار المجتمعية التي ينبغي عليه تحقيقها حسب المعايير المتداولة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واضطرابات النوم والصحة العامة
فيما يتعلق بصحة النوم، فقد وجدت العديد من الدراسات علاقة مباشرة بين عدد ساعات قضاء الوقت على شاشة الهاتف قبل الخلود للنوم وظهور اضطراب النوم كالشخير وأرق البداية وغيره. وذلك لأن الأشعة الزرقاء المنبعثة منها تحدّ من إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. كما ترتبط بعض الأمراض الجسدية بعادات استخدام الهواتف الذكية خلال الليل أيضا، مثل هشاشة العظام وفقر الدم وفقر الدم الناجم بنقص الحديد الذي يحدث نتيجة عدم الحصول على كميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن الأساسية أثناء النهار بعد الانشغال بهذه الوسائل الإلكترونية لفترة مطولة نسبيا بالمقارنة ببقية الأعمال الأخرى الروتينية اليومية.
في النهاية، رغم الفوائد العديدة التي جلبتها لنا تكنولوجيا الاتصال الحديثة إلا أنه بات ضروري التنبيه للمستويات المرتفعة لاستخدام مواقع ومواقع التواصل الاجتماعى وكذلك تطوير استراتيجيات مبتكرة لتقليل آثار تلك الاستخدامات الخطيرة وضمان بيئة صحية أكثر للأجيال الطامحة للإبحار بهذا البحر الواسع.
