- صاحب المنشور: حنان الشرقي
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد التقنيات الرقمية وتأثيرها المتنامي على جميع جوانب الحياة الحديثة، فإن قطاع التعليم لم يعد استثناء. لقد فرض التحول إلى التعلم عبر الإنترنت تحديات جديدة ومثيرة أمام الطلاب والمعلمين والمؤسسات الأكاديمية نفسها. هذا المقال يناقش هذه التحولات ويتعمق في الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بها، وكيف يمكن لهذا القطاع البقاء قادراً ومبتكراً رغم كل العقبات.
التغيرات الرئيسية في النظام التعليمي بسبب التكنولوجيا
- التعلم الافتراضي: أصبحت المنصات الإلكترونية مثل Coursera, edX وغيرهما شائعة بين طلاب الجامعات حول العالم الذين يبحثون عن دورات مجانية أو غير مكلفة أو مرنة. كما توفر هذه المنصات تعليم ذات جودة عالية مع محتوى متنوع ومتاح دائمًا. ولكن يتعين عليها مواجهة نقد بشأن مدى قدرتها على الاستبدال الكامل للتعليم المباشر والتفاعل الشخصي الذي تقدمه الفصول الدراسية التقليدية.
- استخدام الأدوات الرقمية: أدت الثورة الرقمية أيضاً إلى جعل العديد من الأدوات متاحة للمدرسين والطلاب مما ساعدهم على تبادل الأفكار المشتركة وإنشاء مشاريع أكثر شمولاً واستيعاباً للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. لكن هناك مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان فيما يتعلق باستخدام البيانات الشخصية لبعض هذه الخدمات.
- التغيير في الأنماط السلوكية: يشهد المجتمع تغييراً جذرياً في كيفية تعلم الناس واكتساب المعرفة. حيث أصبح بإمكان الجميع الوصول إلى كم هائل من المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحوسبة السحابية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الذكية. إلا أنه قد يؤدي أيضاً إلى قلة التركيز وانخفاض القدرة على الامتناع عن الانجراف خلف التصفح المستمر للحظات المثيرة للاهتمام والتي غالباً ما تكون خارج نطاق الموضوع الأصلي للدراسة.
- المساءلة وضمان الجودة: بالإضافة لذلك فإن مسألة المساءلة والجودة تشكل تحدياً كبيراً، خاصة عند النظر إلى القضايا المتعلقة بمراقبة القبول والتقييم في الظروف التي يتم فيها تقديم الدورات عبر الإنترنت. فمن الضروري وضع معايير واضحة لهذه العمليات لتجنب سوء فهم أو عدم عدالة.
فرص مستقبلية وإصلاحات ضرورية
ومن منظور آخر، تحمل رقمنة العملية التعليمية العديد من الفرص الواعدة أيضًا. فعلى سبيل المثال، توفر البيئات الافتراضية بيئة تعليمية منعزلة وخالية من أي عوامل تشتيت خارجية؛ وهذا يساعد الطلاب الذين لديهم حالة مرضية أو حاجة لأوقات فراغ مناسبة لحضور الدروس أثناء العمل بنفس الوقت. وبالتالي، تظهر الحاجة الملحة لإجراء تحسينات جوهرية داخل المؤسسات التعليمية نفسها، بهدف تطوير آليات أكثر حداثة وحديثة للتواصل والتفاعل المباشر وتعزيز روح المنافسة الأكاديمية ضمن مجتمع عالمي افتراضي.
وفي النهاية، سيصبح التغيير نحو نظام تعليمي قائم أساسًا على الأساسيات الرقمية أمرًا لا مفر منه ولكنه ليس بالأمر الهين أيضًا. ومن ثم، تجدر الإشارة إلّا بأهمية إبقاء باب الحوار مفتوحة دائمًا حول أفضل الطرق للاستجابة لهكذا تهديدات/فرصٍ باعتبار كونها نقاش حواري حيوي يساهم بتقديم نظرة ثاقبة تجاه مستقبل القطاع المعرفي والثقافي عموما.