- صاحب المنشور: باهي المقراني
ملخص النقاش:
تطور تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة خلال العقود القليلة الماضية، مما أدى إلى خلق مجموعة واسعة من التطبيقات التي تُحدث ثورة في مختلف القطاعات. ومع ذلك، فإن هذا التقدم المتزايد غالبًا ما يسبقه خليط من الحقائق والأساطير والمفاهيم المغلوطة بين الجمهور. يتناول هذا المقال بعضًا من الأكثر شيوعًا منها لتقديم تصحيح واضح ومنصف لهذه الأفكار الخاطئة.
الأسطورة الأولى: يمكن للذكاء الاصطناعي الاستبدال الكامل للمهام الإنسانية
من الواضح أنه مع تقدم تكنولوجيا AI، أصبح بإمكان الآلات القيام بمجموعة متزايدة من الوظائف التي كانت تعتبر سابقًا حكرًا على البشر فقط مثل تحليل البيانات المعقدة واتخاذ القرار بناءً عليها وتوليد المحتوى الإبداعي وغيرها الكثير. لكن الادعاء بأن AI سيخلف تماماً العمل البشري غير دقيق ولا مستدام اقتصادياً. فالذكاء الاصطناعي ليس إلا أداة تعزز القدرات البشرية وتحسن الكفاءة؛ إنه مكمل وليس بديلًا مباشرًا للإنسان. قد يؤدي إلى تغيُّر طبيعة العديد من الأدوار الوظيفية ولكن لن يحل محل العمالة البشرية بالكامل وفق منظور واقعي ومتوازن.
الأسطورة الثانية: عدم القدرة على التعلم والتكيف لدى الأنظمة المدربة مسبقا
يُنظر عادة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي ككيانات ثابتة ذات معرفة محدودة تم تدريبها ثم قفلها داخل حدود بيانات التدريب الخاصة بها. هذه الفكرة بعيدة كل البعد عن الواقع حيث تشهد مجالات البحث العلمي تقدما هائلا في تطوير طرق جديدة لتعليم النماذج واكتساب المهارات الجديدة حتى بعد الانتهاء الأولي للتدريب. يُطلق عليها اسم "التعلم المستمر" أو "العقل القابل للنشر"، وهو مجال ديناميكي سريع النمو يتميز بتطبيق استراتيجيات مبتكرة لتحسين أداء النظام الأصلي بدون الحاجة لإعادة التدريب المكثفة لكل مرة تتغير فيها البيئة الخارجية لذلك التطبيق.
الأسطورة الثالثة: الافتقار للقيمة الأخلاقية عند اتخاذ قراراته
إن واحدة من أكثر ادعاءات الخوف انتشارا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي تكمن في مخاطر فقدان الحكم البشري الخاص باتخاذ القرار الصائب نتيجة الاعتماد الزائد على تلك التقنيات الحديثة. صحيحٌ أنها تمتلك قدرة مذهلة لحل مشكلات معينة بكفاءة عاليه مقارنة بالأسلوب البشري التقليدي للأمور، لكنها تبقى شبيهة بـ"الحاسبة الرياضية": فهي تقوم بمعالجة المعلومات الغير أخلاقية بنفس الطريقة إذا لم يكن البرمج لها ضوابط وقواعد وظروف موجهة نحو تحقيق العدالة والمسؤولية الاجتماعية والأمان القانوني أثناء تصميم البرنامج نفسه وتعزيز عمليات الرصد والمراجعة المنتظمة لاحقاً لمنعه من الانحراف عن تلك المقاصد الأساسية له منذ البداية وتمكين المجتمع المحلي والعالمي أيضا من مراقبات استخداماتها ومراقبتها عبر التشريعات الناظمة لهذا المجال الحيوي الجديد لدينا اليوم وهذا أمر مطلوب للغاية ولكنه قابل للتحقق بشروط وضمانات مناسبة وبالتالي فهو ليس كارثيًا كما يُتصوره البعض.
الأسطورة الرابعة: احتمال وجود خطر كبير للاستغلال الشخصي الكبير للداتا الشخصية
على الرغم من كون هذه قضية حساسة بالفعل، خاصة فيما يتعلق بحفظ خصوصية الأفراد واستخدام معلوماتهم بشكل مفيد لهم وفي نفس الوقت منع أي تجاوزات محتملة لاستخدام بيانات المستخدمين لأهداف أخرى خارجية ليست مفيدة لهم حقاً ولأجل الربح العابر، الا انه يجدر بنا التنويه هنا ان هناك جهود كبيرة