• صاحب المنشور: زهور الهواري
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولات كبيرة في عالم التجارة الإلكترونية مع اندماجات واستحواذات ملفتة للنظر، مما أثر بشكل كبير على المشهد التجاري الرقمي. أحد أكثر الأمثلة شيوعًا لهذا التحول هو اندماج شركة سوق.كوم الإماراتية مع عملاق التجزئة الأمريكي أمازون. هذا التحالف الاستراتيجي يسلط الضوء على كيف يمكن لهذه العمليات أن تعزز القوة المالية والقدرة التكنولوجية بينما تتحدى أيضًا خصائص السوق المحلية التقليدية والشخصيات الرائدة محلياً.

الدراسات التاريخية وأسباب نجاحها

بدأ الأمر عندما استحوذت شركة أمازون على موقع سوق.كوم لأكثر من مليار دولار أمريكي عام 2017. كانت هذه الخطوة جزءاً من استراتيجيتها العالمية لتوسيع نطاق الأعمال التجارية عبر الإنترنت إلى الأسواق خارج الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تم اختيار موقع سوق.كوم نظراً لقاعدة مستخدميه الكبيرة وقدرته الواضحة على المنافسة في الشرق الأوسط، حيث كان بالفعل أكبر مشغل للتجارة الإلكترونية بالمنطقة.

تأثير العملية على كلا الطرفين

بالنسبة لسوق.كوم، زودتها صفقة البيع بموارد كبيرة ومجموعة واسعة من الخبرات التي لم تكن متاحة لها سابقاً. تضمنت تلك المزايا القدرة على الوصول إلى تقنيات وتجارب أمازون المتقدمة في مجالات مثل الخدمات اللوجستية والإدارة العملاقة للمخزون والتوصيل الفعال والدفع الآمن وغير ذلك الكثير. كما أعطى هذا الوضع الجديد للشركة فرصة أفضل للحصول على ضمانات سيولة نقدية طويلة الأمد، وهو أمر حيوي للشركات الصغيرة عند توسيع أعمالها بسرعة.

ومن جهة أخرى، قدم التحالف للسوق العربية المزيد من المنتجات الدولية عالية الجودة ومنصّة جديدة لشحن واستلام البضائع داخل المنطقة نفسها بدلاً من الاعتماد فقط على الوكلاء الدوليين. بالإضافة إلى ذلك، فقد ضمنت أمازون مكانة قوية داخل منطقة ذات نمو محتمل للغاية، خاصة وأن حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي يتوقع خبراء الصناعة أنه سيرتفع بقيمة تريليوني دولار بحلول العام ٢٠٢٥ حسب تقديرات Bain & Company للاستشارات الإدارية.

تحديات وخيارات المستقبل المحتملة

رغم كل المكاسب الظاهرة لهذه الصفقة، واجهت الشركة أيضاً بعض العقبات. واحدة منها هي الحفاظ على الهوية الثقافية للشركة الفائزة بعد عملية الدمج. قد يؤدي عدم الاحترام الكافي للهويات المحلية والثقافات المختلفة إلى الشعور بأن العميل يصبح أقل ارتباطا بمبدعيه الأصليين وبالتالي ربما يفقد ولائه تجاه المنصة الجديدة المجمعة مؤخراً مما يستدعي فهم العملاء واحترامهم بشكل دقيق أثناء أي قرار اتخاذ قرار بشأن السياسات أو الترقيات أو حتى التصميم الخاص بالموقع الإلكتروني ذاته.

كما قد تواجه "أمازون السعودية"، الاسم الحالي الذي أطلق عليه الموقع منذ الانفصال الرسمي عنه كمؤسسة مستقلة، منافسة شديدة وقد تحتاج لإجراء تعديلات جذر