في الإسلام، لا يوجد حكم شرعي يوجب رؤية وجه الميت بعد غسله وتكفينه. هذا الأمر ليس من الواجبات الدينية، بل هو أمر جائز بشرط أن يكون القائم بذلك ممن يجوز له النظر إليه ومسه في حال حياته. وقد ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قد كشفوا عن وجوه بعض الموتى من المسلمين، ولكن ذلك لم يكن على وجه الإيجاب أو الاستحباب، بل كان أمرًا جائزًا.
على سبيل المثال، روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجه عثمان بن مظعون وهو ميت، كما روى أن أبا بكر رضي الله عنه قبل وجه النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. هذه الأحاديث تدل على جواز كشف وجه الميت وتقبيله، سواء كان ذلك قبل التكفين أو بعده.
ومع ذلك، فإن بعض العلماء ضيقوا هذا الأمر ومنعوا من كشف وجه الميت إلا للغاسل ومن يليه. وذلك لأن الموت يغير من محاسن الحي المعهودة، وقد يؤدي كشف الوجه إلى سوء الظن أو جرح مشاعر أقارب الميت الأحياء.
لذلك، فإن رؤية وجه الميت بعد غسله وتكفينه ليست واجبة شرعاً، بل هي أمر جائز بشرط أن يكون القائم بذلك ممن يجوز له النظر إليه ومسه في حال حياته. وفي النهاية، فإن الحكم الشرعي في هذا الأمر هو الجواز، وليس الوجوب.