استحضار النية وتصحيحها أمر ضروري لكل عمل يقوم به المؤمن، إذ عليه قبول هذا العمل أو رفضه، وصلاح قلب المرء يعتمد عليه أيضًا. إليك بعض معايير ومعالجة تصحيح النية وتحقيق الإخلاص في الأعمال:

معايير معرفة سلامة النية وإخلاصها:

1. **عدم القيام بالعمل لإرضاء الناس**: الرسول صلى الله عليه وسلم قال "مَن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ"، مما يعني أنه إذا كان هدفك الرئيسي هو الحصول على الثناء والتقدير من الآخرين وليس رضا الله، فقد تكون نواياك غير صادقة.

2. **عدم تعلق القلب برضا البشر**: يجب عدم الانشغال برد فعل المجتمع تجاه أعمالنا؛ سواء كانت مديحاً أو نقداً. يقول ابن القيم:"متى استقر قدم العبد في منزلة الإخلاص وتمكن فيها ارتفعت همته وعالت نفسه فوق خطفات المدح والذم...".

3. **الإخفاء أفضل من الإظهار**: مثل أبي وايل الذي كان يصلي سرًا حتى لو تم مكافأة الدنيا كلها مقابل أن يشاهد أحد أثناء أدائه الصلاة.

4. **تجنب المواقع التي تظهر فيه الشخص**: تجنب البحث عن مواقع شهرته ومكانته بين الآخرين إلا عندما يكون هناك مصلحة دينية واضحة. كما عبر إبراهيم بن أدهم قائلاً: "ما صادق الله من يريد الشهرة".

5. **البقاء متواضعًا\": عدم زيادة مجهودك لتحسين صورتك أمام الجمهور فقط. بينما تعريف الإخلاص حسب بعض أهل العلم بأنه مساواة ظاهر العمل وباطنه.

6. **انتقاد الذات باستمرار وعدم اعتبار النفس قادرة**: الاعتراف دائمًا بالتراجع والخضوع للرحمة الربانية الكاملة والمجددة. وفقًا لسورة النور الآية 21 \"ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكنه الله يزكي من يشاء\".

7. **التوبة والاستغفار عقب الانتهاء من العمل**: تقديرا لتأكد وجود تقاصر خلال الأداء. حيث ذكر السعدي: "على العبد حين يتم عبادة ما أن يستغفر الله عز وجل عن تفريطه شكراً للتوجيه والثبات".

8. **السرور بسبب توجيهات رب العالمين نحو الطريق المستقيم\": الشعور بالسعادة نتيجة نجاح المسلمين باتباع الوحي الإلهي يعد مؤشراً للإرشاد الروحي. ويتفق القرآن الكريم بهذا الرأي موضحاً في سورة يوسف: \"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا جمعون\" [يونس /58 ].

وبالتالي، إن اتبع الإنسان هذه الخطوات بشكل كامل سيصبح واحدا ممن يعانون جهارا بإخلاص إيمانهم فيما يقومون به يومياً تجاه مخلوقات الخالق جل جلاله. رغم عدم القدرة على التأكد تماما بشأن مستوى اخلاص الأفراد تجاه اعمالهم الخاصة، يمكن تحقيق درجة عالية منه بالحفاظ على تلك الطرائق المرتبطة بشروط الصدق المنوط بالقيام بالأفعال المقدسة والنوايا المخلصة خلفها جميعها والتي تضمن نتائج مباحة لدى الواحد الحق سبحانه وتعالى.