الرجوع والتعديلات في عقود البيع: ماذا يقول الدين؟

إذا كنت قد اشتريت شيئًا من أخيك واتفقتما على شروط معينة، منها ربما وجود احتمال لتغيير تلك الشروط لاحقًا، ولكنه حدث خطأ ما أدى إلى اختلاف فهمك لهذه الش

إذا كنت قد اشتريت شيئًا من أخيك واتفقتما على شروط معينة، منها ربما وجود احتمال لتغيير تلك الشروط لاحقًا، ولكنه حدث خطأ ما أدى إلى اختلاف فهمك لهذه الشروط، هنا توضيحات مهمة بناءً على تعاليم الإسلام:

أولًا، وفقًا للإسلام، يجب عليك الامتثال بشروط العقود التي دخلت فيها طالما أنها شرعية ومقبولة. حتى لو تركت صلاة أو فعلت ما ينافي الإيمان - وهذا موضوع أكبر يحتاج لتوضيح مستقل - لن يؤثر ذلك على صحة عقد البيع الذي وقعت فيه. باختصار، عندما تتفق أنت وأخوك على صفقة ويقبل الجانبان بالأحكام والأمور المتفق عليها ويتفرقان بعد ذلك، يكون العقد سارٍ وطالبٌ بالتنفيذ.

في حالتك الخاصة، حيث أنه بعد الاتفاق مع أخيك وتم تأجيل دفع الأموال مقابل الحصول على نصف ملكية المنزل، هذا يعد بمثابة اتفاق بيع نهائي وملزم. ليس لديك الحق في إعادة النظر بدون إذنه نظرًا لأنه "عقد لازم"، مما يعني أن كلا الطرفين ملتزم بتنفيذ بنوده دون قدرة واحدة منهم على إلغاءها بشكل فردي. فقط موافقة كل من الطرفين ستغير الأحوال.

بالحديث عن تغيير شروط العقد أثناء التنفيذ, فهو أمر محظور شرعياً إلا بإذن الطرف الآخر. حتى لو لم تقرأ كافة تفاصيل العقد عند توقيعه، أو كانت هناك نقطة غاب عنها انتباهك سابقاً، فإنه ليس بمقدورك الآن تعديل الظروف دون توافق أخيك أيضاً. أما بالنسبة للشروط المنصوص عليها والتي تحدد جزاءات إذا حاول شخص التراجع، فهي تُعتبر جزء أصيل من الصفقة ويمكن تطبيقها إذا تعرض الأمر للتغيير ضد الرغبة المشتركة سابقاً.

ومع ذلك، إذا شعرت بأن إحدى البنود غير عادلة للغاية أو تستغل ضعفك المفترضة بطريقة ذات دلالات تهديدية بدلاً من كونها مصيدة نزاعات قانونية حقيقية، فمن الأفضل مراعاة آراء خبراء القانون الديني والحكم عليهم فيما إذا كانوا يستحقون التعامل مع قضيتك ضمن حدود العدالة والعقلانية الإسلامية. لا يُسمح بالعقوبات المالية الغير متوازنة أو المبنية أساسا على الترهيب وليس الإنصاف والمعاملة الإنسانية المعتادة بين الأشخاص الذين تربطهم روابط دم مشتركة كالاخوة مثلاً.

بشكل عام، حافظ دوماً على التواصل المفتوح والمخلص واحترم العلاقات القائمة بالفعل خاصة داخل الأسرة. لا تدع الأفكار الوسواسية تؤثر بك كثيرًا وحاول دائمًا التركيز على حل المشكلة بروح أخوية ودون استشارة خبير متخصص في مسائل الفقه الإسلامي بشأن نواقص معرفتك الأصلية حين حدوث الخطأ الأولي للعقد بغرض تجنب الوقوع تحت تأثير هذه الأفكار المؤذية نفسيا وتحويل وجه نظرك نحو تقديم الحلول العمليّة الواقعية المناسبة للقضايا الروحية والقانونية المطروحة أمام عينيك حاليًا.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات