• صاحب المنشور: مروة السهيلي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية والإنترنت جزءاً أساسياً من حياة الكثير من الشباب والمراهقين. لكن هذا الاستخدام الواسع قد يأتي بمجموعة متنوعة من التأثيرات المحتملة على صحتهم النفسية. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف الآثار الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية للمراهقين، مع التركيز على الجوانب الاجتماعية والعاطفية والعقلية.

الأثر الاجتماعي

من ناحية اجتماعية، يمكن للأدوات الرقمية أن تتسبب في انعزال الأفراد عن العالم الحقيقي وتؤدي إلى مشكلات مثل القلق الاجتماعي وفقدان الشعور بالانتماء المجتمعي. العديد من الباحثين يرون أن الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي قد يقوض المهارات الشخصية الأساسية ويخلق بيئة أكثر تنافسية غير صحية بين الأطفال والشباب. ومع ذلك، هناك وجه آخر لهذه العملة؛ فقد توفر الإنترنت فرصًا جديدة للتعلم والتواصل مع الآخرين الذين لديهم اهتمامات مشتركة عبر حدود جغرافية مختلفة مما يعطي شعورا أكبر بالإشباع العقلي والمعرفي.

الأثر العاطفي

بالنظر إلى الجانب العاطفي، فإن التعرض المستمر للإعلانات والإشعارات التي غالبًا ما تستغل نقاط ضعفنا الإنسانية قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى المراهقين. كما يمكن أن تكون الرسائل الخاطئة أو المواقف العنيفة الموجودة ضمن بعض المنصات الرقمية مضرة نفسيا لهم. وفي المقابل، يمكن أيضا أن توفر التطبيقات والألعاب التعليمية والبرامج الترفيهية طرقاً فعالة لاسترخاء الطلاب بعد يوم طويل في المدرسة وتحسين الحالة المزاجية العامة لديهم.

الأثر الذهني

وعندما نتحدث عن تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية، نجد أنه بينما يمكن لبعض الأنشطة الرقمية عالية التركيز -مثل ألعاب الفيديو وألغاز الدماغ- تحسين الذاكرة والقدرة المعرفية العاملة؛ إلا أنها قد تؤدي أيضاً لإرباك القدرات الانتباه وعدم القدرة على التركيز بسبب تعدد المهام المتاحة أمام المستخدم. بالإضافة لذلك, قد يتعرض الطفل لمحتوى سلبي أو مؤذي وغير مناسب لعمره عبر شبكات الانترنت المفتوحة مما يؤثر بالسلبعلى نظرة الطفل للعالم والحياة حوله .

بشكل عام ، يجب النظر الى فرصة تعليم واحتواء الاطفال والشباب واستثمار تلك الفرصة لتحقيق الفوائد القصوى لتلك التقنيات الجديدة وليس مجرد ترك الأمر بدون رقابة كاملة ومراقبة دوريه لما فيه صلاح حال اطفالنا وصناعة جيلا جديد قادرا ومطيع ومتعلم بكل ماهو مفيد لصالح مجتمعه ووطنته الغالية .