• صاحب المنشور: زيدان الزاكي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، طغت التكنولوجيا بسرعة فائقة على العديد من جوانب حياتنا اليومية. ومن أكثر المجالات تأثراً بهذا الأمر هي سوق العمل وتوزيع الوظائف. يُعدّ "التحول الرقمي" أحد أهم هذه الظواهر التي أدت إلى تغيير جذري في طبيعة وظائفنا ومستقبلها المتوقع. هذا التحول الإلكتروني ليس مجرد تحديث لتطبيقات الأعمال التقليدية بل إنه يشمل أيضاً تغييرا حقيقيا واسعا لنوع المهارات اللازمة للحفاظ على القدرة التنافسية للموظفين.

كيف أثرت التكنولوجيا على الوظائف؟

أصبحت الآلات والأدوات الذكية جزءاً أساسياً من معظم الصناعات حالياً. حيث يمكن لهذه الأدوات التعامل مع المهام البسيطة والمعقدة التي كانت تتطلب تدخل الإنسان سابقاً. فعلى سبيل المثال، استخدمت الروبوتات بكفاءة عالية في التصنيع والزراعة وغيرها من القطاعات الإنتاجية مما أدى إلى تقليل عدد الموظفين الذين كانوا يتولون تلك العمليات اليدوية.

بالإضافة لذلك، فإن ظهور البرمجيات والتطبيقات الذكية قد تغلغل أيضاً داخل الخدمات المالية والبيروقراطية والحكومية. فعلى سبيل المثال، أتمتتها توفير خدمات مثل دفع الفواتير عبر الإنترنت، إدارة الحسابات المصرفية عبر الهاتف المحمول، وأنظمة الدفع الالكترونية الأخرى كل ذلك بدون حاجة مباشرة لموظف بشري لإتمام المعاملة. وهذا يعني انخفاض كبير في فرص العمل التقليدية المرتبطة بإدارة القنوات والمكاتب الرسمية للبنوك والشركات الحكومية وغيرها من المؤسسات المشابهة لها.

مستقبل الوظائف تحت مظلة التكنولوجيا

رغم الخسائر المؤقتة المحتملة لوظائف معينة بسبب الاعتماد المتزايد للتكنولوجيا, إلا أنه يوجد فرصة كبيرة لظهور مجالات جديدة تمامًا تحتاج مهارات خاصة تستطيع توظيف تلك الثورة العلمية الحديثة لصالح المجتمع ككل. تشير الدراسات بأن الاقتصاد الرقمي سيحتاج لأعداد متزايدة من محترفي تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وصيانة الأنظمة الإلكترونية وكذلك مجال الأمن السيبراني الذي يكتسب أهمية ملحة لحماية البيانات الشخصية والمالية للشركات الأفراد والجهات الحكومية المختلفة .

كما ستصبح هناك طلب أكبر على متخصصين ذوي معرفة عميقة بخوارزميات التعلم الآلي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي بالإضافة لمن لديهم فهم عميق للاستخدام الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي وبرامج التسوق الإلكتروني وذلك نظرًا لأن التجارة الإلكترونية باتت عاملاً رئيسياً ضمن اقتصاد العالم كنظام عالمي موحد ومترابط.

وفي الوقت نفسه ، سوف يستمر الطلب التقليدي لمهن أخرى تعتمد بصورة أقل على التدخل العقلي المكثفة ولكن تتطلب حسا عاطفيا أعلى كالطب النفسي ورعاية المسنين والصحة النفسية العامة أيضا؛ أي أنها مهنة تحترم الجانب الإنساني أكثر منها جانب استخدام الأساليب الآلية البحتة.

هذه بعض الاتجاهات الرئيسية حول كيفية تأثير التغيرات الناجمة عن ثورة التكنولوجيا على سوق العمل العالمي وما قد ينتظرنا فيما بعد فيما يتعلق بالمهارات الجديدة المطلوبة فضلا عن الاحتياجات البشرية الأس