• صاحب المنشور: راغب الدين الودغيري
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات البصرية حول العالم، يصبح فهم وتلبية احتياجاتهم في بيئات المدينة أمرًا بالغ الأهمية لصياغة مساحات حضرية شاملة وعادلة. تعد موضوعات السلامة والتفاعل الاجتماعي والتواصل الأساسية التي غالبًا ما يتم تجاهلها عند تصميم المدن الحديثة تحديات كبيرة لأولئك الذين لديهم ضعف بصري.

سلامة المشاة ذوي الاعاقة البصرية:

في المناطق الحضرية الصاخبة حيث يتداخل البشر مع السيارات والشاحنات والبنية التحتية الأخرى باستمرار، تصبح السلامة قضية حيوية لجميع المستخدمين للمساحات العامة. بالنسبة للأفراد ضعيفي الرؤية أو المكفوفين، يشكل عبور الطريق عقبة رئيسية بسبب عدم القدرة على رؤية المركبات القريبة واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن وقت العبور الآمن. يمكن لهذه الفجوة في البيانات المرئية أن تؤدي إلى وقوع حوادث خطيرة ومهددة للحياة.

للتخفيف من هذه المخاطر، دعا العديد من الخبراء والمؤيدين إلى اعتماد حلول مبتكرة مثل الإنارة الديناميكية للممرات للعميان وكبار السن، والأحذية الذكية التي تقدم تعليقات صوتية لحركة مرور السيارة القريبة، وبرامج الارشاد الصوتي المدعومة بتكنولوجيا GPS والتي تزود المعلومات الزمنية والمكانية حول محيط الطريق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحسين طرق الجسور للمشاة عبر الطرق الرئيسية بتزويدها بخطوط أرضية مميزة وإشارات واضحة لتحديد أماكن الانتظار وأماكن الدخول والخروج ستوفر طبقة أخرى مهمة من الأمان.

التواصل والاندماج الاجتماعي:

على الرغم من أهميتها العالمية للتفاعلات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، قد تشكل البيئة الحضرية أيضًا عائقًا كبيرًا أمام الأفراد الذين يعانون من فقدان البصر جزئيًا أو كليًا. بدون معلومات مرئية أساسية تساعدهم على قراءة اللافتات والنظر إلى المسارات البديلة والمعالم المحلية وغيرها، يمكن أن يبدو عالم المدينة مربكا للغاية ويُبعد هؤلاء الأشخاص المحتملين عن تجارب حياة نابضة بالحياة ومرضية اجتماعيا.

يمكن لعناصر التصميم الشاملة، عندما تُدمج بشكل مدروس داخل المجتمعات المكتظة بالسكان، أن توسع فرص التواصل وتجعل الحياة اليومية أكثر سهولة لهذه الفئة الخاصة. إن دمج المنحوتات ثلاثية الأبعاد ذات الوصف الكتابي المغناطيسي الملصق، واستخدام لوحات مغلفة بنمط برايل والصوت لإرشاد العملاء داخل المتاجر الكبرى، وتحويل إصدارات افتراضية قابلة للاكتشاف لمواقع معرض الفن الشهيرة - كل هذا يسهّل الوصول إلى وسائل الترفيه الثقافي والفني المهمة ويعزز الشعور بالتكامل بين جميع أفراد المدينة.

بناء مجتمع شامل:

إن اتخاذ الخطوات نحو خلق مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية له فوائد تتجاوز فقط رفاهية سكانها المعاقين؛ فهو يؤكد أيضا على طبيعة النظام البيئي الذي يعمل فيه الجميع بروح التعاون الواعي والعزم المستمر نحو تحقيق هدف مشترك وهو تضمين الجميع في رحلة نمو المنطقة العمرانية. ومن خلال تطبيق مقاربات متعددة الأوجه لتصحيح الاختلال الحالي في الوصول، ليس فقط للموارد ولكن كذلك للقيمة الذاتية والاستقلال الشخصي، يمكن تطوير مدن مزدهرة حيث يفخر أعضاؤها بإدراك أن اختياراتهم الهندسية تعطي الأولوية لشعور عام بالإنسانية والكرم وضبط النفس الاستراتيجي لقيم رعاية واحترام الآخرين.

هذه