المرأة المحرك الأول للرجل نحو العمل، بنظراتها يتقوى وبصوتها يلقي نفسه في وجه الصعاب، ولإسعادها يرتحل إلى أقصى الدنيا يطلب الرزق والكرامة وحسن الأحدوثة لديها.
وبعد أن توقفت المرأة عن هذا الدور التاريخي صار الرجل كالشبح جسدا لا روح فيه.
أرجو أن أعقد مجلسا علميا في قابل في شواهد =
هذا المعنى في القرآن والسنة والأشعار والأخبار ثم الخطرات والبدوات.
وقد كانت المرأة قِدْما تستمتع بهذا الدور، وهي كذلك اليوم، لكنها لا تريد إظهاره مخافة الفسقة الذين ينفخون في كل أذن أنه دور معيب وهامشي.
ومن هؤلاء الذين ينفخون في الآذان بدون قصد = أصحاب التربية أو النفسانيون أو نحوهم ممن ينقل لنا صورة الحياة في الخارج، مع الأمراض والطبائع والشخصيات المصنفة بناء عليها، كما هي دون اعتبار لشكل حياتنا وطبيعة الأسرة وتوزيع الأدوار فيها.
الرياضيات يمكن أن تُنقل كما هي، لكن العلوم =
الإنسانية ليست كذلك، لا بد قبل نقلها من تعريبها وتأهيلها، فما هو مرض أو ظاهرة جمالية أو سياسة جيدة أو حل مناسب وفق المعطيات في بيئة ما قد لا يكون كذلك في بيئة أخرى.
إلى متى سنظل مقتنعين أن الإسمنت هو الخيار الأنسب للسكنى؟ إلى متى سنبقى نشرب ألبان الأبقار بتكاليفها العالية =
= مهملين النوق. إلى متى سنواصل إهمال التمر في صناعة الأطعمة؟
وكذلك في علم التربية والاجتماع والنفس وغيرها.
ضيّعنا ملابسنا وثقافتنا وأحلامنا وأراضيتنا وتضاريسها وأدوار كل جنس منا، فحلّت علينا لعنة الخمول والإحباط والكسل والأمراض النفسية.
