• صاحب المنشور: أفنان الشرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً هائلاً في الطريقة التي نعمل بها وتتطور بها الصناعات، وذلك بفضل التقدم الكبير الذي حققه الذكاء الاصطناعي (AI). هذه الثورة الرقمية لن تكون بعيدة عن السوق العربية، حيث يمكن أن تؤدي إلى تحولات كبيرة في كيفية توفير الوظائف وكيف يستجيب الأفراد لهذه التغيرات. هذا المقال يبحث في التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على سوق العمل العربي ويستكشف كيف يمكن للمجتمع التعامل مع هذه التحديات والفرص الجديدة.

**١. زيادة الكفاءة والإنتاجية**

يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الإنتاجية والكفاءة في العديد من القطاعات، مثل التصنيع والتجارة الإلكترونية والمالية. الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على أداء المهام بسرعة ودقة أكبر بكثير مقارنة بالإنسان، مما قد يؤدي إلى توفير كبير في الوقت والتكاليف. وهذا يعني أنه بينما يتبنى بعض أصحاب الأعمال هذه التقنيات لزيادة الربحية، قد تحتاج القوى العاملة البشرية إلى التكيف أو إعادة التدريب لتلبية الحاجة المتغيرة للوظائف.

**٢. خلق وظائف جديدة**

على الرغم من المخاوف الأولية حول فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، إلا أن التاريخ يعلمنا بأن الابتكارات التكنولوجية غالباً ما تخلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك. يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مجالات مهنية جديدة تتطلب خبرة متخصصة في تطوير البرمجيات وتحليل البيانات والحوسبة السحابية. ومن الضروري أن تستثمر البلدان والشركات العربية في التعليم المستمر والبرامج التدريبية لتحضير القوى العاملة للتخصصات الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

**٣. العمال الأكثر عرضة للخطر**

بينما ستفيد بعض الوظائف كثيراً من الذكاء الاصطناعي، هناك آخرون معرضون بشكل خاص للإزاحة. تشمل الوظائف المكتبية الروتينية ذات الطبيعة المتكررة قائمة طويلة من القطاعات التي يمكن للأتمتة أن تلعب دوراً كبيراً فيها، مثل خدمات العملاء والمحاسبة وإدخال البيانات. ينبع الخطر الرئيسي هنا من نقص الاستعداد للمواطنين العرب الذين يحملون مؤهلات أقل للدفاع عن أنفسهم ضد هذه التحولات في سوق العمل.

**٤. العدالة الاجتماعية والاستدامة**

يتعين علينا النظر أيضاً في الآثار الأخلاقية والاجتماعية لدمج الذكاء الاصطناعي. هل يتم تصميم هذه النظم بطرق غير متحيزة؟ وكيف نتجنب استبعاد مجموعات سكانية بأكملها من المنافع الاقتصادية الناشئة عن استخدام الذكاء الاصطناعي؟ كما أنه يتوجب علينا ضمان حقوق العمال المهجرين جراء الأتمتة وعدم تركهم بلا دعم خلال فترة الانتقال هذه.

**٥. الحلول المقترحة**

لتخفيف حدة آثار الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العربي، من المهم تنفيذ استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل. فمن منظور قصيري المدى، يجب تقديم الدعم الحكومي للشباب والأفراد ذوي المهارات المنخفضة لتطوير مهارات مطلوبة أكثر لسوق العمل الجديد. أما بالنسبة للاستراتيجية طويلة المدى، فتحتاج مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية إلى دمج مواد البرامج الحديثة في المناهج الدراسية لإعداد الجيل القادم للتعامل مع التحديات هذه.

هذا ملخص موجز عن النقاط الرئيسية المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العربي. وعلى المجتمع الدولي الاستعداد جيدًا لهذا التحول الوشيك عبر السياسات الفاعلة وتمكين المجتمعات المحلية لتحقيق قدر أفضل من مستقبل مستقر ومزدهر.