١. كثير من المصطلحات والمفاهيم والأفكار وغيرها من محددات السلوك ناشئة من البيئة التي يعيش فيها المرء أو يكثر التردد عليها ولذلك جاءت الوصايا الربانية والنبوية بالأمر بمصاحبة الفضلاء والصالحين حرصا على دين المسلم ومروءته
٢. ففي القرآن أوصى الله نبيه بالمصابرة مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى لا يريدون إلا الله وفي الحديث ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بحامل المسك ونافخ الكير على الجليس الصالح والجليس السوء تنبيها على محددات السلوك
٣. ولأن المسلم مؤتمن على نفسه فهو محاسب على ما يغذيها به من الأفكار ويربيها عليه من السلوك فإن سما بها نحو الخير والفضيلة والصلاح أجر ورفعت درجته وإن أركسها في أوحال الرذيلة وأفسدها بخوارم المروءة والدين سخط الله عليه وعوقب
٤. والمجالسة المؤثرة المحدثة للتجانس قد تكون مباشرة وجها لوجه في الطبيعة وقد تكون عبر الوسائط الإلكترونية لأن المتلقي الحقيقي هو العقل والفؤاد لا الجسد ولذلك كان الأمر مع وجود هذه الوسائط أخطر
٥. ومن الخطأ الكبير أن يعتقد المرء أنه قد جاوز - في مرحلة ما - صناعة السلوك الخاص به وأنه بات قادرا على التحكم في الأطر السلوكية المحيطة به وصار في مأمن من خطر اكتساب ما لا يحمد من الأقوال والأفعال ومن مأمنه يؤتى الحذر