بدعة حسنة: كيف وصف عمر بن الخطاب صلاة التراويح؟

التعليقات · 0 مشاهدات

جمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المسلمين لأداء صلاة التراويح سوياً، مخالفاً بذلك ما كان معمول به سابقاً حيث كانوا يصلونها أفراداً أو مجموعات صغيرة مخ

جمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المسلمين لأداء صلاة التراويح سوياً، مخالفاً بذلك ما كان معمول به سابقاً حيث كانوا يصلونها أفراداً أو مجموعات صغيرة مختلفة في عدد الركعات والترتيب. وقد اعتبر هذا الاجتماع "بدعة حسنة"، وهو مصطلح يشرحه لنا النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عندما قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

هذه البدعة التي قررها عمر كانت موجهة لتوحيد الأمة حول قارئ واحد لصلاة التراويح، مما يعزز الوحدة ويضمن أداء الصلاة وفقا لسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما أكدت تصرفاته أهمية البقاء متيقظين والاستعداد لاحتمالية تغيير الطرق التقليدية للأفضل إذا دعم ذلك الشريعة الإسلامية.

وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد يستخدمون كلمة "بدعة" بشكل سلبي للإشارة إلى أي شيء جديد غير موجود في زمان الصحابة، إلا أن هذه المصطلح ليس دائما له دلالة سلبية. فقد حذر علماؤنا الكبار مثل ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من استخدام كلمة "بدعة" بطريقة عامة وسلبية. بدلاً من ذلك، يجب فهم "البدعة الحسنة" بأنها ابتكار مشروع ومناسب يندرج ضمن حدود الدين ولا يخالف التعاليم القرآنية والسنة النبوية المطهرة.

في نهاية الأمر، فإن حكم شرعية صلاة التراويح ثابت ومتفق عليه بين علماء الدين الإسلامي. فهي سنة مؤكدة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي مصدر نور وإشراق روحاني للمسلمين خلال الشهر الفضيل. وبالتالي، فإن قرار عمر بن الخطاب بتجميع المسلمين لصلاة التراويح يعد خطوة إيجابية وتوفيقية تعكس مرونة وفائدة التقليد الديني المتطور الذي يحافظ على جوهره الأصيل.

التعليقات