حديث الرسول الكريم محمد ﷺ واضح وصريح حول حرمة ومكانة المدينة المنورة التي تعتبر قلب الإسلام وثالث الحرمين الشريفين. يقول النبيﷺ: "المدينة حرام ما بين عير إلى ثور، فمن أح ّدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعن الله والملائكة والناس أجمعين".
هذا الحديث الشريف يؤكد أهمية احترام حرمة وقوانين المدينة المنورة. يشمل الحرمة منع ظهور الفوضى والأعمال غير المشروعة داخل حدودها. ليس مجرد الكفر أو المعصية هي ما قد تؤدي للعقاب والخزي حسب هذا الحديث النبوي، ولكنه أيضاً نشر البدعة والإفساد أو الدفاع عن أولئك الذين يخالفون القانون الشرعي.
قد يفهم البعض أن "المحدث" في هذا السياق يعني أي شخص يقترف خطأ أو خطيئة. ومع ذلك، يشدد العلماء المعاصرون مثل ابن عثيمين رحمه الله، على نوعين رئيسيين من الأمور المقصودة بهذا المصطلح: الأولى تتعلق بالإبتكار الديني الذي يعارض سبل الله المستقيمة كما جاءت عبر القرآن والسنة؛ والثانية مرتبطة بإحداث الفتنة والإزعاج بين المجتمع المسلم.
لذلك، عندما تقصد امرأة ترتدي ملابس فاضحة وتعيش في بلدها وبعد ذلك تزور المدينة المنورة وهي تحمل تلك الملابس نفسها، فلا يمكن اعتبار الأمر متوافقا مع روح ونص هذا الحديث. مهمتنا كمسلمين ليست فقط الامتثال للقانون ولكن أيضا تعزيز الروح الأخلاقية والقيم الإسلامية حيثما كنا.
إن الترحيب بالحرمة المدنية يجب أن يتم بطريقة تحترم قوانين الإسلام وتقدم فرصة للتوجيه والنصح للأشخاص الذين يحتاجونه. إنها دعوة للاستقبال بكل ود حتى لو كانت ظروف الشخص حالياً بعيدة عن المثل الأعلى للإسلام، فالهدف النهائي هو توجيههم نحو الطريق الحق بإخلاص وليس باستعراض العقوبة أو التشهير.