في النص القرآني "وأما بنعمة ربك فحدث"، يُحث المسلمون على التعبير عن الامتنان لنعم الله والإشادة بها. ومع ذلك، يجب التنسيق مع الحديث النبوي "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود".
يشرح المفسرون مثل المناوي وابن كثير قيد استخدام هاتين الأدلتين بشكل متوافق. يعترفون بأن عرض النعم يمكن أن يكون محفزا للحسد وأعمال العداء. لذا، يقترحون أن أفضل طريقة للتعامل مع هذا هي كتمان نعمتك -خاصة أثناء سعيك للوصول إليها-. لكن بمجرد تحقيق تلك النعمة، يمكنك حينئذٍ مشاركة جانب الشكر والحمد عليها.
على سبيل المثال، إذا منحك الله صحة جيدة، فلست ملزمًا بتفصيل حالتك الصحية لكل شخص تعرفه. لكن بإمكانك تبجيل هذه البركة عبر العمل الخيري والعطف على الآخرين ذوي الاحتياجات المشابهة.
كما يوضّح علماء آخرون مثل القاسمي والسعدي أن الحديث عن النعم هنا لا يعني فقط تعدادها بدقة، ولكنه يشمل أيضًا الكيفية التي تستخدم بها تلك النعم في الخير سواء كانت دنيوية أم دينية. إذًا، عندما تحدِّث حول نِعمك فقد تفعل ذلك بطريقة غير واضحة تمام الوضوح لتجنب جذب الانتباه السلبي.
في النهاية، الشعور بالتواضع تجاه غنائم الحياة أمر أساسي للمسلمين طبقًا لهذه التعاليم. لذلك، عند مواجهة سؤال حول كيفية الجمع بين هذين الأمرين، ابذل قصارى جهدك لإعطاء أجر حق لشكر النعم دون الوقوع فريسة للحسد.