من أفسد مشاريع الإصلاح الموهومة والتي لو صلحت منهجيتها لكانت من أعظمها إصلاحا : الطرق الفاسدة في تعليم العلم الشرعي .
١- فالتلقين والحفظ بلا عمق فهم يخرج طلبةً أغبياء مغترين ، وسيكون مصيرهم : إما العزلة التامة عن المجتمع ، فلا يكون لهم أي أثر فيه ، وإما التطرف والغلو ،
وإما الإلحاد وترك الدين بالكلية . لأنه عاجز عن مواجهة الشبه .
فإذا زاد على هذا الخلل المنهجي في التعليم خلوه من تزكية النفس ، فقد تمت حبائل الشيطان ، فصار صيدا سهلا للشبهات والشهوات معا .
٢- ومناهج التعليم التي تقوم على نصرة الطائفة والحزب الديني ، فمشروعها هو تخربج جنود طائفية ، تظن أن أعظم معاركها هي معركة السلفي مع الأشعري ومع الصوفي ونحو ذلك من معارك الإسلاميين البينيّة :
فمثل هذه المشاريع ستزيد من ضعف المسلمين ومن تفرقهم ، وسيكون أتباعها مكشوفين أمام المعركة الكبرى أمام اللادينية (الإلحادية أو الربوبية أو الشهوانية)؛ لأن خريج هذه المدرسة لم يتعلم إلا على حمل السلاح في وجه الإسلامي وفي الساحة الإسلامية ،
فإذا تفاجأ بساحة اللادين وبسلاحه بدا فيها بلا درع يحصّنه فضلا عن سلاح يقاتل به .
ومثل هؤلاء حتى عزلته خطيرة ؛ لأنه جُهز ليكون جنديا ، فيبدأ سفيها طياشا يسب علماء المسلمين ويتطاول على كل مخالف لطائفته بغرور لا يشبه إلا غرور الخوارج والذي كان غرورا بجهلهم .