1)عند استحضار سلوك الحوثيين تجاه السلام منذ الحرب الأولى 2004،تشعر أن السلام الحقيقي ليس في أجندتهم أبدا،وهو بعيد عن تكوينهم وفهمهم الأصولي الطائفي الجهادي الشمولي.والسلام في الحقيقة لا يمت بصلة لإرث الإمامة،فإرثها السيف،ولكن في رقاب اليمنيين وخراب بلدهم وحضارتهم منذ ألف عام.
2)أتيحت فرص كثيرة للسلام مع الحوثيين،حتى وهم متغلبون بعد اجتياحهم الغاشم لصنعاء،لكنهم فوتوا فرصة ذهبية،كان جلها لصالحهم.
ويعذر كثير من الأعزاء،استنادًا إلى الحال الذي صارت عليه اليمن ، عندما يدعون للسلام، وهو في الحقيقة-أي ما يدعون إليه-أقرب إلى الإستسلام..
3)والحق فإنه لو استسلم هذا الجيل، أو الحكومة اليمنية أو التحالف العربي، فإن طبيعة الحركة الحوثية المحاربة الغاشمة العنيفة تحتم وجود من يواجهها حربًا ،حتى النهاية، حتى ولو بعد هدنة قصيرة أو سلام زائف أو حتى استسلام.
4)يحدث أن هناك من يستسلم في الحروب، فما بالنا بالجنوح للسلام.. ولكن عندما يكون الطرف المواجه،جماعة دينية طائفية عنصرية فاشية، فلا بد أن تتساءل : هل يمكن أن يكون الإستسلام خيارا، إذا تعذر النصر في الوقت المناسب، أو كان أفق السلام مستحيلًا..؟
5)من يعرف طبيعة الحركة الحوثية يدرك إن الاستسلام لها مستحيل،فهي غير مؤتمنة على كرامة الناس وأبسط حقوقهم، لو استفردت، كما أنها لا يمكن أن تجنح لسلام حقيقي.