في يوم عرفة استغل أبو الطيب المتنبي -صلى الشعر عليه وسلم- انشغال الناس بترتيبات العيد وتجهّز للخروج من مصر خائفًا يترقب، خرج هاربًا من خيبة اعتاد عليها، ومطاردًا أملًا جديدًا ما انفكَّ يُحييه بعد كل خيبة لكي تبقى جذوة المعنى تنير حياته
فما الذي دفعه لذلك؟
#عيد_المتنبي
لنجيب عن هذا السؤال يجب أن نعرف أن أبا الطيب عاش حياته يطارد أملين :
١- أملًا بامتلاك سلطة ما على رقعة من الأرض.
٢- أملًا بالاتصال بحاكم يجمع صفات الفارس العربي الذي يحلم بالعيش بعزة في ظل حكمه
#عيد_المتنبي
أما الأمل الأول فلم يظفر به طوال حياته
وقد سبب له كثيرًا من المعاناة، فقد كان يرى الحاكمين أقل شأنًا وكفاءةً منه
وأما الأمل الثاني فقد حققه حين اتصل بسيف الدولة الحمداني حاكم حلب الذي جمع في بلاطه العلماء والشعراء والقادة العسكريين الأفذاذ
لكنه تركه مجبرًا !
#عيد_المتنبي
بعد أن ترك سيف الدولة مجبراً
قصد كافورًا الإخشيدي حاكم مصر الفعلي
وقد كان كافور عبداً مخصياً لا تتوفر فيه الصفات التي تعجب المتنبي، مع أن التاريخ يشهد له بكفاءة حكمه
#عيد_المتنبي
قصد المتنبي مصر طمعاً في تحقيق أمله الأول لا الثاني
وكان يحلم بأن يوليه كافور على إحدى المناطق في مصر الغنية بالخيرات.
فمكث فيها بأمل خائب حين اصطدم بحاكم رشيدٍ لم يكن ممن يبددون أموال الدولة على الشعراء والمتزلفين، فعانى المتنبي آلام الندم والخيبة
#عيد_المتنبي