بمناسبة ظهور اسم ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "الأمريكية"، في الأخبار مؤخراً، كان من اللافت إني لقيت اسمه في مقدمة كتاب Suez: Britain’s End of Empire in the Middle East للصحفي البريطاني Keith Kyle واللي بيتم اعتباره "المرجع الأكثر أهمية باللغة الإنجليزية في أزمة السويس".
في أول الكتاب اللي طلعت طبعته الأولى في ١٩٩١، كنت بأقرأ في فقرات من توجه لهم كيث كايل بالشكر خلال كتابة الكتاب. فطبعاً كان من بينهم السير أنطوني ناتنج، وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة إيدن خلال أزمة السويس في ١٩٥٦، وبيقول كيث كايل إنه قابل ناتنج مرتين علشان الكتاب.
وطبعاً شكر محمد حسنين هيكل وقال إنه شارك معاه المعلومات التي كانت بحوزته وأيضاً ساعده في الإطلاع على وثائق من أرشيفه الخاص وخصص له حد من مكتبه علشان يساعده في ترجمة الوثائق إلى الإنجليزية.
وشكر ناس كتير في مصر والأردن وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل. وطبعاً شكر المؤرخ اليهودي العراقي آفي شلايم والمؤرخ المتخصص في الشرق الأوسط روجر أوين وآخرين.
لكن توقفت بكثير من التأمل عند اسم "الدكتور ويليام بيرنز"، اللي شكره كيث كايل على مساعدته في الوصول إلى الوثائق الأمريكية وعرفه بأنه الرجل الذي ألف "المساعدات الاقتصادية والسياسة الأمريكية تجاه مصر". فأنا قولت أبحث لأني شاكك إنه يكون "ويليام بيرنز" الرئيس الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
وطلع فعلاً هو "ويليام بيرنز" اللي الدكتوراه بتاعته عن السياسة الأمريكية تجاه مصر واسمها الكامل "المساعدات الاقتصادية والسياسة الأمريكية تجاه مصر ١٩٥٥-١٩٨١" وخدها من كلية سانت جون في جامعة أوكسفورد في بريطانيا سنة ١٩٨٥.
ويليام بيرنز يمكن اعتباره من أصحاب المسيرات المهنية المثيرة للاهتمام اللي تولت مسؤولية وكالة الاستخبارات الأمريكية الأشهر في مجتمع الاستخبارات الأمريكي في العقود الأخيرة.
بالإضافة لمسيرته الطويلة كدبلوماسي أمريكي محترف اشتغل في الخارجية الأمريكية مع إدارات الرؤساء السابقين من أول بيل كلينتون مروراً بجورج دبليو بوش وباراك أوباما، وصولاً لإدارة جو بايدن كرئيس CIA، فهو صاحب تكوين أكاديمي، كان من الطبيعي يقوده إلى رئاسة مؤسسة "كارنيجي" البحثية من ٢٠١٤ لحد ٢٠٢١ لما بقى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية.
الراجل بيعرف إنجليزي وفرنسي وروسي وطبعاً بيعرف عربي! فهو متخصص في العالم العربي وتحديداً مصر، مش بس كدبلوماسي محترف ولكن تخصص أكاديمي. وقد يكون الأمر غريباً بالمقارنة مع أجهزة الاستخبارات الدولية الأخرى اللي عادةً بيتولى قيادتها ضباط جيش سابقين أو ضباط خدموا في الاستخبارات، ولكن مش غريب على CIA اللي شافت رجال أعمال زي مايك بومبيو وضباط استخبارات زي جون برينان و روبرت جيتس وجنرالات زي دافيد بيتريوس و مايكل هايدن، وسياسيين زي ليون بانيتا وجورج بوش الأب و ويليام كايسي اللي خدم مع إدارة ريجان.