حكم إهداء ثواب العمرة لعموم المسلمين: هل تقبل العمرة وتصل الأجر؟

التعليقات · 2 مشاهدات

الحمد لله، إهداء ثواب الأعمال الصالحة لحي أو ميت من المسلمين، بما في ذلك العمرة، هو مسألة محل خلاف بين أهل العلم. وقد سبق أن ناقشنا هذه المسألة في موق

الحمد لله، إهداء ثواب الأعمال الصالحة لحي أو ميت من المسلمين، بما في ذلك العمرة، هو مسألة محل خلاف بين أهل العلم. وقد سبق أن ناقشنا هذه المسألة في موقعنا، وترجيح القول بأن ثواب الأعمال لا يصل إلى الميت إلا ما دلت النصوص على وصوله، مثل الصدقة والدعاء. وذلك لقول الله تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" (النجم: 39). ينظر جواب السؤال رقم: (46698) و(103966).

ومن باب أولى في المنع، إهداء ثواب العمل الصالح لعموم المسلمين. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذه الطريقة في الإهداء لم ترد عن أحد من السلف. ففي سؤال له عن رجل كلما ختم القرآن أو قرأ شيئًا منه يقول: "اللهم اجعل ثواب ما قرأت هدية مني واصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى جميع أهل الأرض في مشارق الأرض ومغاربها"، فكان مما قال: "... فإهداء ثواب القرآن إليه صلى الله عليه وسلم، أو إلى جميع أهل الأرض، هو مثل إهداء ثواب الصيام التطوع والصلاة التطوع ونحوهما، ومثل إهداء ثواب الصدقة والعتق والحج، على أحد القولين، إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسائر المسلمين، ولم يبلغنا أن أحدًا من السلف والصحابة والتابعين وتابعيهم كان يفعل ذلك..." (جامع المسائل لابن تيمية 4/209-213).

وعليه، لا يشرع إهداء ثواب العمرة لعموم المسلمين. لكن هذا الشخص الذي فعل هذا نسأل الله تعالى أن يجزيه خيراً على حسن نيته، وينبغي أن لا يعود إلى ذلك، وأن يقتصر على ما شرعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

التعليقات