فهم حديث إذا رايت الحديث يُعارض المنقول: توضيحات حول المخالفة بين الحديث والمعقول

التعليقات · 0 مشاهدات

في حين يبدو بيان ابن الجوزي بأن "التناقض مع المنقول يدل على الوضع" واضحًا، إلا أنه يجب التأكيد على أن كل ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو صح

في حين يبدو بيان ابن الجوزي بأن "التناقض مع المنقول يدل على الوضع" واضحًا، إلا أنه يجب التأكيد على أن كل ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو صحيح ومقبول عقليًا وفطريًا. كما أكد علماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي نفسه، فإن الأحاديث النبوية لا تخالفالعقل الصحيح مطلقًا.

الأحاديث التي تبدو غير منطقية لأسباب بشرية هي تلك التي تتخطى حدود الفهم البشري بشكل طبيعي بسبب محدودية قدرتنا المعرفية والفكرية. هذه المعلومات ليست مستحيلة بمعزل عن الدين والعقل، ولكنها تحتاج إلى إيمان وثقة أكبر بكثير مما يستطيع الغالبية إدراجه ضمن تصوراتهم المعتادة. ومن الأمثلة الواضحة لهذا النوع من الأخبار ما يتعلق بتفاصيل الحياة الآخرة والحساب؛ فهي أمور خارقة للتجارب البشرية اليومية وبالتالي لا يمكن فهمها تمامًا عبر العقلانية وحدها. لذلك، عندما نجد حديثًا يبدو مخالفًا للمعقول، ينبغي لنا أولاً التحقق من صحته قبل اتخاذ أي استنتاجات بشأن محتواه.

بالانتقال إلى مثال المحاور، يشير الحديث المتعلق بخلق النفس من الفرس ليس فقط إلى عدم قبوله لدى الأفراد الطبيعيين ولكنه أيضًا علامة واضحة على سوء المصدر لأنه يعزو هذا التفسير الغريب لفروة رأس الإنسان للحمل الحيواني! وهذا بعيد جدًا حتى بالنسبة للقراء الأكثر قبولًا للأحداث الخارقة والميتافيزيقية. ولذلك، استبعد العديد من المؤرخين الإسلاميين الذين درسوا التاريخ الإسلامي المبكرة بشدة هذا النص باعتباره تحريفًا وليس جزءًا شرعيًا من تراثنا الديني.

وفي النهاية، دعونا نتذكر دائماً أن المفتاح لقراءة واستيعاب تعاليمنا الإسلامية يكمن في احترام مشيئة الله وحكمته فيما هو معروف وما هو مجهول ومعلوم ومعلوم بشكل نسبي.

التعليقات