هناك طريقتان للتعبير عن الحب: طريقة السيدة فيروز، وطريقة عبدالله بن سبيّل. ولأني أعلم ضمنًا أنك خائب

هناك طريقتان للتعبير عن الحب: طريقة السيدة فيروز، وطريقة عبدالله بن سبيّل. ولأني أعلم ضمنًا أنك خائب في الحب، سأفترض اتباعك الأولى، وسأقنعك كي تتحوّل

هناك طريقتان للتعبير عن الحب: طريقة السيدة فيروز، وطريقة عبدالله بن سبيّل. ولأني أعلم ضمنًا أنك خائب في الحب، سأفترض اتباعك الأولى، وسأقنعك كي تتحوّل عنها إلى الثانية. لكن حذار، تغريداتي هذه قد تجرح صيامك، وقد تغيّر حياتك، لذا فضّلها، ثم ارجع إليها بعد الإفطار، كما يقول البغيضون. https://t.co/5kPfO7ijif

لنبدأ بطريقة السيدة فيروز، وهي في الحقيقة بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف، لولا أني فتّشت في ذاكرتي فكان أقرب شاهد على ما أقصد أغنيتها: «شايف البحر شو كبير؟ كبر البحر بحبك»، وإني أقولها ناصحًا، مستذكرًا حقّ المسلم على المسلم: إياك أن تجيب عند امتحانك بمثل هذا الجواب.

صحيح، البحر كبير وزرقته آسرة، والموج جبال والفضاء أقيانوس، لكن صدقني، بمجرد فراغك من الإجابة سيتبخر البحر أسرع من قطرة عرق في يوم قائظ، وستمنحك الحبيبة ظهرها، وتدير عينيها، مشككة يائسة، فالعبرة ليست في دقة الصورة، ولا في جمالها، ولا سعتها، إنما في الجهد المبذول في صنعها.

هذا يقودنا إلى الطريقة الثانية، طريقة امرئ القيس وعبدالله بن سبيّل، وحسبك بالملك الضِلّيل ناصحًا وخبيرًا؛ عندما أراد أن يصف موضع القلادة من نحر حبيبته -ولنفرض أنها سألته أن يفعل- لم يقل إنه متوهج كالجمر ويسكت، إنما مثّل لها شخصًا انقطع طريقه ليلًا، فشرع يبحث عمّا يتدفأ به.

ثم ينتهي ذلك الشخص إلى أثلة ذات أغصان، فيحتطب منها، ويوقد النار في فروعها، ويجعل حولها أصولًا من الحطب كبارًا، تمدّها كلما أكلت النار نفسها، وتصطخب الرياح حوله فتزيد من عرامة النيران، ويمرّ ركبٌ مسافرون يبصرون النار فيشتهون دفأها، وينزلون على صاحبنا يحدّثونه ويسامرونه.


عبد الكبير الشريف

3 مدونة المشاركات

التعليقات