تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للجيل الجديد

مع تزايد استخدام الإنترنت وتطور التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، أصبح لدى الجيل الحالي إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من ال

  • صاحب المنشور: مجدولين الجبلي

    ملخص النقاش:
    مع تزايد استخدام الإنترنت وتطور التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، أصبح لدى الجيل الحالي إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من المعلومات والترفيه مباشرة عبر هواتفهم الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية. ومن بين هذه الأدوات الحديثة، برزت مواقع التواصل الاجتماعي كواحدة من أكثر الظواهر تأثيراً في حياة الأشخاص اليومية. وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها مثل توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين حول العالم، إلا أنها طرحت أيضاً مخاوف بشأن الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والنفسية للمستخدمين، ولا سيما جيل الشباب الذين يعتبرون فئة المستخدمين الأساسيين لهذه المواقع.

تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صحة نفسية الأفراد والشباب خاصة، وذلك بالتركيز على ثلاثة جوانب رئيسية: الضغط الاجتماعي، والعزلة وكبت المشاعر، والإدمان على وسائل التواصل. سنناقش أيضًا كيفية تعزيز الوعي بأضرار الإفراط في الاستخدام، بالإضافة إلى تقديم مقترحات عملية لتحسين إدارة الوقت واستخدام هذه المنصات بطريقة صحية ومستدامة.

الضغط الاجتماعي

ربما تكون إحدى أهم القضايا المرتبطة باستخدام وسائل التواصل هي الشعور المستمر بالضغط الاجتماعي الذي يشعر به العديد من مستخدميه. حيث يتم عرض حياتنا الخاصة لقيمتها الجمالية الصورية أمام ملايين المتابعين، مما يؤدي في كثير الأحيان للشعور بأن الحياة الحقيقية أقل جاذبية وبالتالي ينتج عنه مشاعر عدم الارتياح تجاه الذات والخجل. كما يقارن البعض بين صورته المثالية والمُنشورة عبر الانترنت بحقيقة حالتهم وهم الواقعيين، وهذا الأمر قد يتسبب بموجة عاطفية سلبية ويعزز شعورًا بالإخفاق والفراغ الداخلي لدى الكثير ممن يستخدمونه. إن هذا التركيز الأكبرعلى الصور الوهمية للحياة قد يدفع بعض الأشخاص نحو تطوير تصورات غير واقعية لحياتهم الشخصية وللآخرين كذلك - وهي ظاهرة تُعرف "بالواقع المُنعكس".

بالإضافة لذلك فإن التفاعلات اليومية داخل عالم الشبكة العنكبوتية غالبًا ما تعتمد بدرجة كبيرة على التحكم بالعوامل المرئية كالابتسامات والكلمات الطيبة والتي تتضاءل قدرتها التأثيرية بالمقارنة بالتعبير الشفهي أو حتى الكتابي التقليدي؛ لأنها تفقد دلالاتها الدقيقة بسبب محدودية تقنية الرسائل القصيرة وظروف التواصل البعيد لمسافات طويلة والتي تحرم الجميع فرصة التعبيرات الجسدية الأصيلة والمعبرة. كل تلك العوامل مجتمعة يمكن ان تشكل بيئة تنافسية مليئة بالأمثولة والحكم الأخلاقية الظاهرية والتي قد تؤثر سلبيّا بصحة نفسيّة صاحب الشخصية المحافظة خصوصاً إذا كان لديه حاجة ملحة لتكوين صداقات جديدة خارج نطاق خلفياته الثقافية والدينية الراسخة أصلاً.

###العزلة وكبح المشاعر الحقيقية

التعمّق أكثر ضمن مجال العلاقة بين الاعتماد الكبير عليها وصحتنا العقلانية يكشف جانب آخر خطير وهو الميل للأنسحاب الاجتماعي المبني أساسا علي اجواء افتراضية مغرية نسبياً. حيث يقوم عدد متزايد من الأفراد باستبدال مشاركاتهم الواقعية بتجارب رقمية قصوى ، تاركين بذلك مساحات الانتماء الطبيعي لديهم سواء كانت مرتبطه بعائلة ام اصدقاء حقيقيين تمامًا . يعاني هؤلاء أفراداً لفترة طويله قبل ظهور علامات الخلل النفسي لاحقا ;حيث تبدو الصورة الخارجية حميدة بينما يوجد تحت سطح الأمور حالة من الوحدة المشروطة بالحزن الداخلي المخفي والذي لن يخبو آثاره الا عندما يصل الشخص مرحلة إدراك أنه محروم حقا من وجود شبكة دعم خارجية تساهم بخلق ذاكرة سعيدة مشتركة لحظات راقية من حياتهما.

إذا نظرنا للقضية بنظره أبعد قليلا, سوف نكتشف كم اضاف هذه الوسائط الجديدة لبناء ذات ضعيف الجانب حين نقارنه بمن سبقه بسنين مضت ! فقد اشتهرت المجتمعات القديمة بشخصيات قوية وشجاعة عرف عنها مواجهتها لأمواج المصاعب وجها لم يسمح لهم الإنكفاء خلف شاشة هاتفٍ ذكي أو جهاز لوحي اللجوء إليه هروبآ من تحديات


ثريا بن عبد المالك

2 בלוג פוסטים

הערות