و نُكَّست الأعلام.! كان ميلاد أخي الصغير يومهَا، أصرَّ على الخروجِ للَّعب، فقرر أبي و أمي أن يأخذو

و نُكَّست الأعلام.! كان ميلاد أخي الصغير يومهَا، أصرَّ على الخروجِ للَّعب، فقرر أبي و أمي أن يأخذوا الصغار في نُزهة، وفجأةً أرسل أبي: جهزوا ملابسي ا

و نُكَّست الأعلام.!

كان ميلاد أخي الصغير يومهَا، أصرَّ على الخروجِ للَّعب، فقرر أبي و أمي أن يأخذوا الصغار في نُزهة، وفجأةً أرسل أبي: جهزوا ملابسي العسكرية المُموهة، جهزوا الرُّتبَ والحذاء، إنها الحالة الحمراء، كان ذلك اللباس مطمورًا بينَ أكوام الملابس، وحيدًا لا يشاء الخروج.

و الحذاء يختبىء مِنا خوفًا من القادم، المُهم، اجتمعتُ مع أخواتي كعادتِنا لتحليل الحاصِل، ورأينا كيفَ أن عُمان أصبحت في كفَّتين، كفةٌ تدعو بالأمان لعُمان والأخرى تدعو بالعافية للسلطان، وكلاهما تتنافسان، سألتُ أبي عن الحاصل رغم معرفتي أنه لن ينطقَ بشيء قبل أوانِه، لم يقل شيئًا..

انهالت عليه الإتصالات من كل حدبٍ وندب، ما الحاصل؟ الكل يتساءَل، و أبي يجيب: إنها احترازاتٌ أمنية ليس إلا، ذهبَ أبي، ونسينا الأمر، وظننا أنها الحربُ التي لن تقوم، لكنَّها قامت في قلوبنا بعد سويعاتٍ قليلة،بعد أن خلدنا إلى النَّوم.

جاءَت أمي التي أشهدُ على قوتها، بصوتٍ يرجفُ و مدامعٍ تُسكب، تقول لي بصوتٍ خافت قومي للصلاة، لقد أُعلن الخبر، إنا لله وإنا إليه راجعون، قمتُ فَزِعة، ماذا يحدث! أمي تبكي، هناك شيء عظيم يحصِل، أحسستُ بأطرافي تحترق، هرعتُ للوضوء، ثم إلى أخواتي، وجدتُ الجميع جالسًا بهدوء

لا أحد يملك من القول شيئًا، صليتُ الفجر و دموعي لم تقف، لحظاتٌ كهذه تأخذ جُل طاقتي، تسحب نفسي، و تأسرني، بعد السلام، تلعثمت لساني، ماذا أقول لله؟ بأي دعاءٍ أنطق؟ المهمُ أنني دعوتُ كثيرًا حتى سهوت في ابتسامته.


بدرية بن قاسم

4 مدونة المشاركات

التعليقات