- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدام التقنيات الحديثة، أصبح العالم أكثر ارتباطًا وترابطًا. إلا أن هذا الارتباط قد يأتي مع ثمن غير متوقع وهو تأثيرها المحتمل على الصحة النفسية للفرد. هذه الدراسة ستستكشف العلاقة بين التكنولوجيا والصحة النفسية، وتحاول تحديد الأثر الإيجابي والسلبي الذي يمكن أن يحدثه الاستخدام المتكرر لتلك الأدوات الرقمية.
الفوائد المقترنة بالتكنولوجيا
على الرغم من الجدل الدائر حول تأثيراتها الضارة، هناك العديد من الأوجه الإيجابية للتكنولوجيا والتي أثبتت قيمتها خاصة أثناء جائحة كوفيد-19. فقد أصبحت الوسيلة الأساسية للمواصلات التعليمية والعلاج النفسي الذاتي عبر الإنترنت مثل جلسات العلاج عبر الفيديو أو تطبيقات اليوجا والتأمل والاسترخاء التي توفر بيئة آمنة ومريحة للأفراد الذين يفضلون الحفاظ على خصوصيتهم وراحتهم المنزلية بعيدا عن البيئات التقليدية للعلاجات الطبية. كما سهلت التكنولوجيا الوصول إلى المعلومات الصحية واستشارات الخبراء مباشرة حيث يمكن لأي شخص البحث والاستعلام عن الأمراض والإرشادات الوقائية بطريقة فعالة وسهلة. بالإضافة لذلك، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد الأفراد على البقاء مرتبطين بأصدقائهم وأسرهم حتى خلال فترات الانعزال الصحي المفروضة بسبب القيود المرتبطة بجائحة كورونا مما يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وبالتالي تحسين الحالة النفسية العامة للأشخاص.
المخاطر الناجمة عن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا
في حين أنها تحمل الكثير من المنافع، إلا أن الاعتماد الكبير والمبالغ فيه على التكنولوجيا لديه جوانب سلبية أيضاً. فالبحث المستمر المستمر قد يؤدي للشعور بالقلق وعدم الانتماء الاجتماعي بسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشات الإلكترونية وغض النظر عن العلاقات البشرية الطبيعية خارج نطاق الشبكة العنكبوتية. كذلك، تعرض الأشخاص لمحتوى سلبي كالعنف والجرائم المنظورة بكثرة عبر الأخبار المرئية المتاحة بسرعة البرق مما يعرض سلامتهم النفسية لمخاطر عديدة ويسبب لهم حالة اضطراب مزاجي واضطرابات نفسانية أخرى نتيجة التعرض لهذه المواضيع المؤرقة بكثافة. بالإضافة لهذا، ثبت علميا بأن زيادة الوقت الذي يقضي أمام الهاتف المحمول والشاشة تؤدي لانخفاض مستوى التركيز وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب وفقا لما ذهب إليه عدد من الدراسات العلمية الكبرى مؤخرا. علاوة على ذلك فإن مشاكل النوم أحد الآثار الجانبية الرئيسية للإشعاع الكهرومغنطيسي والضوء الأزرق الموجود بشدة داخل معظم المنتجات الإلكترونية المستخدمة حالياً ومن شأن هذه المشكلة التأثير السلبي بصورة كبيرة على الصحة العامة وعلى القدرات العقلية والنفسية للجسم أيضًا بشكل خاص.
ختاماً، تعتبر التكنولوجيا اليوم جزء حيوي وجوهر مهم في حياتنا المعاصرة ولكن يجب الحرص دائما عند استعمالها لكي نحقق أكبر قدر ممكن من الفوائد المحتملة لها ولمنع ظهور المضار المصاحبة لاستخدامه بمعدلات مرتفعة ومتواصلة بلا انقطاع لفترة طويلة. إن تحقيق توازن صحي فيما يتعلق باستخدام وسائل الإعلام الحديثة سيضمن لنا حياة سعيدة وصحية عقليا وجسديا أيضا.