- صاحب المنشور: دانية البكاي
ملخص النقاش:
مع التطور الهائل الذي تشهدُه تقنيات الحوسبة والمعالجة الرقمية حالياً، أصبح الذكاء الصناعي (AI) أحد أهم المحركات الرئيسية للتغيير الإقتصادي والثقافي. يتخطى هذا المجال مجرد كونه ترفاً تكنولوجياً إلى دوره المؤثر في العديد من جوانب الحياة اليومية، بدءًا من خدمات العملاء الآلية وحتى الأبحاث الطبية المتقدمة والروبوتات المنزلية. لكن، رغم فوائده الواضحة، فإن تطبيق هذه التقنية يطرح مجموعة معقدة من القضايا الأخلاقية والقانونية والتكنولوجية التي تستحق الدراسة العميقة.
التحديات القانونية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي:
- الأمن والخصوصية: يعدّ حماية البيانات الشخصية إحدى أكبر المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. حيث يتم تخزين وتجميع كم هائلة من المعلومات حول المستخدمين والتي قد تكون عرضة للاختراق أو الاستغلال غير المشروع. كما يؤدي استخدام خوارزميات التعلم الآلي إلى خلق "بيانات مضادة" يمكن أن تعكس التحيزات الاجتماعية والسلوكية الموجودة بالفعل داخل المجتمع. لذلك، هناك حاجة ملحة لصياغة قوانين ولوائح جديدة تحكم كيفية جمع واستخدام بيانات الأفراد بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- التوظيف الوظيفي: يخشى الكثيرون من فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، تتوقع بعض الدراسات أن حوالي نصف جميع الأعمال ستكون قابلة للأتمتة بحلول عام 2033. ويجب على الحكومات والمؤسسات العامة تأمين التعليم المهني وإعادة التدريب للمواطنين لمساعدتهم على مواجهة سوق العمل الجديد.
- المساءلة والمسؤولية: عندما ترتكب أجهزة الذكاء الاصطناعي أخطاء - وهي أمر محتمل نظراً لتعقيداتها وقابلية ارتكاب الخطأ البشري عند برمجتها وتدريبها – فالجدل مستمر بشأن الجهة المسؤولة عما حدث؛ سواء كانت الشركة المصنعة أم مطور البرمجيات أم صاحب القرار النهائي؟ وهذه مسألة تحتاج لحسم قانوني واضح لتجنب الوقوع تحت نطاق المسؤولية الجزائية الفردية للشخص المسؤول عنها.
الاتجاهات الناشئة نحو تطوير الذكاء الاصطناعي:
على الرغم مما سبق ذكره، إلا أنه يوجد جانب آخر مشرق لهذا الأمر أيضاً وهو الابتكار المستمر والتقدم العلمي اللافت الذي يشهدنه مجالات متعددة نتيجة لهذه التكنولوجيا الحديثة. ومن بين تلك الاتجاهات:
* تحسين العمليات التجارية: يعطي الذكاء الاصطناعي الشركات القدرة على اتخاذ قرارات أكثر دقة بناءً على البيانات الكبيرة وتحليلها بكفاءة عالية وبسرعات كبيرة مقارنة بطرق جمع المعلومات التقليدية. وهذا يساهم في زيادة الربحية والكفاءة التشغيلية وجودة المنتجات/ الخدمات المقدمة للمستهلكين.
* الرعاية الصحية: تساهم تقنيات الطب الدقيق مدعومة بالذكاء الاصطناعي في تقديم علاجات طبية شخصنة ومخصصة لكل فرد وفق خصائص جسمه البيولوجية والفسيولوجية الخاصة به وحديثاته المرضية التاريخية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أجهزة التشخيص الآلية باستخدام صور الأشعة الملونة وغير الملونة وأساليب التصوير الأخرى على تشخيص الأمراض بدقة عاليه مما يحسن نتائج العلاج بشكل كبير.
* الاستدامة البيئية: تعتبر حلول الاستدامة البيئية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي فرصة مثيرة لدعم جهود الحد من استهلاك الطاقة والحفاظ عليها. إذ تساعد هذه الحلول في مراقبة مستويات الانبعاثات الضارة، تحديد المناطق الأكثر عرضة لمخاطر المناخ، ورصد حركة الحيوانات والنباتات للحفاظ على النوعيات المختلفة منها.