- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصر التحولات الرقمية والعولمة، أصبح التعليم التقليدي الذي يستند إلى الحضور الجسدي في الفصول الدراسية غير كافٍ لتلبية احتياجات الطلاب اليوم. هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في مفاهيم التعليم التقليدية واستحداث نماذج جديدة أكثر مرونة وتكيفًا مع متطلبات الاقتصاد العالمي المتطور. يشهد العالم حاليًا تحولاً هائلاً نحو التعلم الإلكتروني والتعليم عبر الإنترنت، مما قد يغير شكل التعليم كما نعرفه تمامًا.
فهم التحديات الراهنة
تعتمد المنظومة التعليمية التقليدية على حضور الطلاب شخصياً في أماكن محددة خلال ساعات محددة، وهي طريقة أثبتت فعاليتها لسنوات عديدة ولكنها تواجه الآن تحديات كبيرة. هذه التحديات تشمل القضايا التالية:
- الوصول: أحد أكبر العوائق أمام الحصول على تعليم عالي الجودة هو المسافة والحواجز المكانية. يعيش العديد من الطلاب البعيدين جغرافيا عن مؤسسات التعليم العليا المثالية ويفتقرون إلى وسائل الانتقال أو تحمل تكلفة التنقل لمسافات طويلة كل يوم. وهذا يعني حرمانهم من الفرصة للحصول على أفضل جودة للتعليم.
- التكلفة المالية: تعتبر الرسوم الجامعية المرتفعة عقبة رئيسية أخرى أمام الوصول إلى التعليم. بالنسبة للعديد من الأسر ذات الدخل المنخفض، فإن دفع تلك المصاريف يعد مهمة شاقة للغاية وقد يقود بعض الطلاب المحتملين للتخلي عن حلم الحصول على درجة علمية بسبب عدم القدرة على تحمل التكاليف.
- الفضاء الزمني: تتبع معظم المؤسسات التعليمية جدول زمني ثابت للدروس والمواعيد النهائية التي يمكن أن تكون قاسية خاصة لأولئك الذين يعملون بدوام كامل أو لديهم التزامات منزلية يجب تحقيق التوازن بينهما وبين حياتهم الأكاديمية.
- القابلية للتخصيص: يأتي طلاب مختلفون بشخصيات وأنماط تعلم متنوعة؛ إلا أنه غالبًا ما يتم تصميم المناهج الدراسية بطريقة نمطية واحدة تناسب جميع الطلاب مما يؤدي إلى تجربة تعليم أقل فعالية لدى البعض مقارنة بالآخرين.
حلول مبتكرة
لتجاوز هذه العقبات وصناعة مستقبل جديد للتعليم يتماشى مع تطلعات القرن الواحد والعشرين، ظهرت عدة اتجاهات حديثة تستحق الاستكشاف بمزيد من العمق:
1) التعليم الافتراضي (Online Learning):
مع ظهور تقنيات الاتصال عالية السرعة شبكة الانترنت - توفر المنصات الرقمية فرصا فريدة لتقديم دورة تدريبية كاملة للمستخدم بدون أي وجود جسدي لهذه الجامعة سواء كانت مدرسة ابتدائية أم جامعة عالمية الشهيرة مثل "مدرسة الصيف" Harvard Summer School ". حيث بإمكان الطلبة الآن اختيار موضوع دراستهم والتسجيل فيه مباشرة عبر الإنترنت واتمام اختباراته أيضًا بنفس الطريقة بكل سهولة وأمان وثراء محتوى. بالإضافة لذلك فقد برز دور مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر معرفي كبير وهو ما يسمى بالتعلّم الاجتماعي Social Learning .