- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تطور التكنولوجيا المتسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا التحول يثير العديد من الأسئلة حول مستقبل العمل البشري وكيف سيؤثر ذلك على سوق العمل. بينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه يشكل أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بفقدان الوظائف التقليدية. هذه الأزمة ليست مجرد حالة اقتصادية؛ إنها قضية اجتماعية عميقة الجذور تحتاج إلى معالجة متأنية.
من ناحية، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز القدرات البشرية وتوفير أدوات جديدة تسمح لنا بإنجاز أعمال أكثر تعقيدًا وأسرع بكثير مما كنا نستطيع القيام به يدوياً. على سبيل المثال، الروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم حاليًا في التصنيع والزراعة والرعاية الصحية لتقديم خدمات أفضل وأكثر دقة. بالإضافة إلى ذلك، توفر وظائف جديدة مرتبطة بتطوير وبناء وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها.
إلا أن التأثير السلبي محتمل أيضاً. حيث قد يحل الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك التي تتطلب مهارات غير عالية أو روتينية. هذا الأمر ليس جديدًا - فقد حدث شيء مشابه عندما أدخلت الآلات لأول مرة خلال الثورة الصناعية الأولى والثانية. لكن الاختلاف هنا هو سرعة الانتشار وعدم القدرة المتزايدة للأفراد على التعلم المستمر للتكيف مع هذه التغييرات.
لحماية العمال الذين قد يتضررون من خروج الرقمنة، ستكون التدخلات الحكومية ضرورية لتحقيق الانتقال السلس. وهذا يشمل الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، إنشاء شبكات حماية اجتماعية فعالة، واستعادة قيمة الأعمال اليدوية والمهمة والتي لن تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي حاليا استبدالها بأمانة.
التساؤلات الحرجة
* ما مدى قدرة المجتمع على التأقلم مع هذه التحولات؟ هل سنرى تكرارا لحالات الفقر والقضايا الاجتماعية المرتبطة بالبطالة الجماعية كما شهدنا سابقاً بسبب الثورات الصناعية؟
* هل سيكون هناك تركيز أكبر على تعلم مهارات جديدة ام إعادة تعريف ماهية "العمل" تماماً؟ كيف سنضمن ان جميع المواطنين قادرين على الوصول الى فرصة عمل مناسبة بغض النظر عن خلفياتهم ومهاراتهم الحالية؟
* أي دور للمقاولة والحكومات فيما يتعلق بالتخطيط لهذه العملية الانتقالية وضمان العدالة الاقتصادية والاجتماعية لكل فئات المجتمع؟