- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة، أصبح التعليم العالي مسارا حيويا للشباب الطامحين لتحقيق مستقبل أفضل. لكن، رغم الارتفاع الكبير في معدلات التحاق الشباب العربي بالجامعات والمعاهد العليا، إلا أن العديد منهم يواجهان مشاكل كبيرة عند البحث عن عمل بعد التخرج. هذا المقال يستعرض هذه التحديات الرئيسية التي قد تقف عائقا أمام هؤلاء الخريجين الجدد.
١. فجوة المهارات: عدم تطابق بين تعليم الجامعات ومتطلبات سوق العمل
من أهم المشكلات الشائعة هي الفجوة الواضحة بين مهارات الخريجون وتلك اللازمة للوظائف الحالية. غالبا ما تركز البرامج الأكاديمية على نظريات عامة بينما تحتاج معظم الوظائف إلى خبرات عملية محددة وقدرات حل المشاكل. هناك حاجة متزايدة للاستثمار في برامج التدريب العملي والتطبيقي داخل المؤسسات التعليمية لتتناسب مع احتياجات القطاع الخاص.
٢. البطالة المرتفعة نسبياً
على الرغم من ارتفاع نسبة خريجي الجامعات، تشهد المنطقة العربية واحدة من أعلى معدلات البطالة في العالم. يرجع ذلك جزئيا لعدم وجود فرص كافية للخريجين الشباب، ولكن أيضا بسبب القيود الثقافية والعائلية التي قد تحول دون الانخراط الكامل في الحياة العملية. بالإضافة لذلك، بعض الصناعات مثل التصنيع التقليدية تتراجع بسرعة مما يؤدي إلى نقص الفرص المناسبة لشرائح واسعة من الخريجين.
٣. الاعتماد على التعليم الغربي والإنجليزية كلغة رئيسية للتواصل
معظم مواد الدراسة الجامعية في الدول العربية تعتمد على المنهج الغربي وفي كثير من الأحيان تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية للدراسة والسير الذاتية. رغم أنها توفر فرصة أكبر للحصول على وظائف دولية، فهي تحد أيضًا أي خيار محتمل لسوق العمل المحلية حيث ربما لا يتم استخدام نفس المستوى من اللغات الأجنبية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعزلة لدى الخريجين العرب الذين يتحدثون أساساً اللغتين العربية أو الأمهات الأخرى.
٤. ندرة الدعم الحكومي والمبادرات الخاصة
رغم الجهود المبذولة من قبل بعض الحكومات لدعم التطوير المهني والشركات الناشئة، فإنها تبقى غير كافية بالنظر إلى حجم الطلب المتزايد باستمرار. كما أنه ليست جميع المناطق قادرة على الاستفادة بنفس القدر من هذه المبادرات لكثرة عدد سكانها وقلة مواردها الطبيعية والبشرية مقارنة بالمراكز الكبرى للمدن الرئيسة. هنا تأتي دور المنظمات المجتمع المدني والأعمال الخيرية لمساعدة الشباب في الوصول لأفضل مصادر المساعدة وإرشادهم للإمكانيات المختلفة.
٥. التحولات الرقمية وأثرها على مجالات العمل التقليدية
أحدث الثورة الرقمية تغييرا جذريا في طبيعة الأعمال التجارية وكيف يعمل الناس اليوم. وعلى الجانب الآخر، لم تتمكن الكثير من الجامعات من مواكبة هذه الزيادة المطردة في طلب سوق العمل الحالي للأعمال الإلكترونية والحوسبة وغيرهما. إن فهم كيفية التأثير المحتمل لهذه التحولات الجديدة ضروري لصناع القرارeducational وللشركات كي تستعدوا لجذب القوى العاملة الأكثر تخصصًا والتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته رقمنة العالم المعاصر منذ بداية القرن الحالي حتى الآن .
هذه فقط مجموعة صغيرة من الاعتبارات العديدة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار حين النظر بخطى مدروسة نحو تحقيق هدف تحقيق تقدم علمي واقتصادي عربي مثمر يعكس رؤية المملكة العربية السعودية الرائدة "رؤية 2030".