• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد اعتماد التقنيات المتقدمة مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، أصبح تأثير هذه التكنولوجيات الجديد على سوق العمل موضوعًا مثيرًا للجدل. من ناحية، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين الكفاءة والإنتاجية. يمكن لآلات الروبوتات وأنظمة التشغيل الآلي أداء العديد من الوظائف الشاقة أو الخطرة أو المتكررة التي كانت تقليديا جزءا من مسؤوليات العمال البشريين. وهذا قد يؤدي إلى تحرير القوى العاملة البشرية لمهام أكثر تعقيدا وإبداعاً تتطلب مهارات بشرية فريدة لا تستطيع الآلات محاكاتها بكفاءة حتى الآن.

على سبيل المثال، تعمل شركات مثل أمازون وجوجل وميتا باستمرار على تطوير نماذج لغة GPT-3 وقدرتها التحليلية لاستخدام البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات الأعمال وتحليل السوق بطرق جديدة تماما. كما يتم تدريب روبوتات خدمة العملاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم دعم أفضل للمستخدمين عبر الإنترنت مما يتيح للشركات التركيز على استراتيجيات التسويق والتوسعات الإستراتيجية الأخرى.

تحديات المستقبل

ومع ذلك، فإن هذا التحول الرقمي الجذري يشكل أيضاً تحديات كبيرة لسوق العمل العالمي. حيث يُخشى فقدان وظائف بعض الصناعات لصالح الأتمتة، خاصة تلك المرتبطة بالمهام البسيطة والميكانيكية. وقد أثبت جائحة كوفيد-19 مدى سرعة ظهور تغييرات جذرية بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا خلال فترة الحجر المنزلي والعزل الاجتماعي؛ الأمر الذي دفع عددا هائلا من الشركات نحو اتباع سياسات عمل مؤقتة تعتمد بشدة على تكنولوجيا الاتصال عن بعد.

بالإضافة لذلك، هناك احتمالية خلق فجوة بين الطبقات الاجتماعية نتيجة عدم توافق معدلات نمو قوة العمل مع متطلبات القطاعات الاقتصادية الجديدة الناشئة والتي غالباً ماتكون مدفوعة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وبالتالي سيكونُ هنالك حاجة ماسّة لإعادة تعريف المهارات والمعارف الأساسية اللازمة للتأهل لوظائف المستقبل ضمن سوقٍ اقتصادي ديناميكي ومتغير بسرعة غير مسبوقة.

وفي الختام ، إن التأثير النهائي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل سيعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة عملية الانتقال نحو مستقبل رقمي قائم أساساً على استخدام الذكاء الاصطناعي. ويتعين علينا كمجتمع عالمي البحث الدؤوب حول الحلول الفضلى لحماية حقوق العاملين وتعزيز الفرص التعليمية لإعدادهم جيّداً لهذا العالم الجديد المتسارع.