- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية المتسارعة التي نعيشها اليوم، أصبح للتكنولوجيا حضور قوي ومؤثر في جميع جوانب الحياة الإنسانية. وفي مجال التعليم تحديداً، جلبت هذه الثورة مجموعة جديدة من الفرص والتحديات. على الرغم من الفوائد العديدة مثل زيادة الوصول إلى المعلومات والمعرفة، وتحسين الأداء الطلابي باستخدام الأدوات التعليمية الإلكترونية، إلا أنها قد تترتب عليها بعض الآثار السلبية إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.
أولى تلك التحديات هي التأثير السلبي المحتمل لتطبيقات الهاتف الذكي والألعاب الفيديو التي يمكن أن تصرف انتباه الطلاب وتقلل من تركيزهم أثناء الدروس. كما يطرح استخدام الحاسوب الشخصي في الفصل الدراسي قضية محتملة حول كيفية تحقيق توازن صحيح بين الاستخدام العملي لهذه التقنية وبين الأنشطة اليدوية والمباشرة التي تعتبر أساسية لبعض المواد الدراسية.
بالإضافة لذلك، هناك مشكلة الخصوصية والأمان. حيث يتطلب تدفق البيانات عبر الإنترنت ضمان حماية بيانات الطلاب وأعينهم أمام الضرر الناجم عن المحتويات غير المناسبة أو المضايقات الإلكترونية. وهذا يعني ضرورة وجود سياسات واضحة ومتابعة دقيقة لحماية السلامة العامة داخل البيئة التعليمية الرقمية.
ومن ناحية أخرى، يوجد جانب آخر مهم وهو القدرة على تحمل تكلفة المعدات والبرامج الجديدة. ليس كل المدارس قادرة على شراء أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة أو الاشتراك بخدمات البرامج الفضلى. هذا النوع من عدم المساواة يمكن أن يؤدي إلى فجوة معرفية بين الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى تقنيات متطورة وغيرهم ممن يستخدمون طرق تعليم تقليدية أكثر.
وفي النهاية، فإن مفتاح استغلال التكنولوجيا بطريقة فعالة وصحية في العملية التعليمية يكمن في وضع خطط مستقبلية مدروسة جيدًا تأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب المذكورة أعلاه. يجب تشجيع تطوير أدوات رقمية مبتكرة تعزز التجربة التعليمية بينما تحمي أيضا الصحة النفسية والجسدية للطلاب وضمان تساوي فرص الحصول على المعرفة الحديثة لكل فرد بغض النظر عن حالته الاقتصادية.