في الإسلام، يعدّ السحور جزءاً مهماً من ركن صيام شهر رمضان المبارك. فهو ليس مجرد طعام يؤكل في ساعة متأخرة من الليل، بل له فضائل ومعاني عميقة. جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" (رواه البخاري). هنا يكمن جوهر الأمر - فالبركة تحيط بتناول الطعام في هذا الوقت الخاص.
أجمع علماء الدين على أن تناول السحور سنة مؤكدة للمصوم، مما يعطي دفعة معنوية إلى أداء فريضة الصيام بشكل أفضل. كما أنها طريقة للتعبير عن الامتنان والاستجابة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كونها وسيلة للتحكم بالأطماع الطبيعية مثل الشهوة والجوع خلال النهار.
وتشير بعض الآراء العلمية أيضا إلى أن تناول وجبات صغيرة وكافية قبل الفجر يمكن أن يساعد المصلي في المحافظة على توازن الطاقة والحفاظ عليها أثناء نهار الصيام الطويل. وبالتالي، يتمتع الجسم بمزيد من القوة والنشاط لإتمام عباداته الأخرى بكل سهولة وراحة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه السنة ليست محصورة فقط بصيام رمضان وإنما تشمل جميع أنواع الصيام الأخرى بما فيها التطوعية منها والتي قد تختاره المرء ذاتياً بناء على إيمانه ودينه. وهذا ما يعكس أهميتها الكبيرة لدى المؤمنين الذين يستشعرون قربهم من رب العالمين عندما يلتزمون بسنة الرسول الكريم.
وفي نهاية المطاف، يجب الاعتراف بأن اجتناب السحور ليس ضروريًا بالنسبة لمن لا ينوي الصيام. إذ لو كانت تقواه جائزة لكل شخص بغض النظر عنه، لكانت الصحابة رضوان الله عليهم قد فعلوا كذلك بالنظر إلى ارتباطهم الكبير بنبيهم واتباع تعاليمه بلا خلاف. لذلك فإنه لمن الواجب توضيح الفرق بين النوعين المختلفين للأفراد الراغبين بالحصول على فهم صحيح لهذه الأمور الطقسية الدينية الهامة.