- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:يعد التوازن بين العقلانية والانفعال جانبًا حاسمًا في عملية صنع القرار. على الرغم من أن المنطق والعقلانيّة غالبًا ما يُنظر إليها كالأدوات الأساسية لاتخاذ قرارات مستنيرة، إلا أنه لا يمكن تجاهل تأثير المشاعر والعواطف أيضًا. هذا الموضوع يطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق توازن فعال يسمح لنا بتقييم المواقف بناءً على أساس عقلاني مع مراعاة التعقيدات النفسية للشخص الذي يتخذ القرار.
العقلانية تعني النظر للأمور بموضوعية بعيدًا عن التأثيرات العاطفية. فهي تشجعنا على تحليل الحقائق المتاحة واستكشاف الخيارات المحتملة باستخدام القياس المنطقي والاستنتاجات المحكومة بالمعرفة والمعرفة السابقة. ولكن، إن كانت كل عمليات صنع القرار تعتمد فقط على الجانب العقلي بدون الأخذ بعين الاعتبار للعوامل العاطفية، فقد تؤدي إلى نتائج غير مرضية أو حتى خطرة لأنها قد تتجاهل الاحتياجات الإنسانية والرغبات الشخصية.
الدور الحيوي للانفعالات
من ناحية أخرى، تلعب الانفعالات دورًا حيويًا في توجيه تصرفات الإنسان وتحديد الأولويات. الشعور بالعواطف مثل الحب والخوف والفرح والإحباط له تأثيراته الخاصة في تكوين وجهة نظر المرء بشأن الأمور المختلفة. يمكن لهذه المشاعر أن تقدم رؤى لا يستطيع العقل العقلاني الوصول إليها مباشرة. فعلى سبيل المثال، قد يدفع الفضول الشخص لاستكشاف مجال جديد بينما قد يحفز الإحباط الشخص على البحث عن حلول مبتكرة لمشكلة طالما اعتبرها عقله العقلاني صعبة الحل.
إيجاد التوازن المثالي
إن مفتاح تحقيق التوازن الناجح يكمن في القدرة على الاستماع لأصوات الجسد والعقل. هذا يعني قبول وجود دافع داخلي مدفوع بالمشاعر وأن سيطرة العقل عليها ليست ممكنة دائمًا، بل المهم هو فهم كيفية استخدام تلك الدوافع بطريقة منتجة. عندما نتعلم كيف نعترف بأنواع مختلفة من الذكريات التي تحتفظ بها ذاكرتنا - سواء كانت مشروطة بالزمان والمكان أم لا – سنكون قادرين على فهم أفضل لما يؤثر بنا وعلى متى ولماذا نشعر بذلك. وهذا يعطينا فرصة أكبر لأخذ قرارات أكثر وعياً.
في الختام، فإن رحلة التوازن بين العقلانية والانفعالات هي جزء جوهري مما يعني كوننا بشر. إنها رحلة تستحق الاستكشاف والعمل لتطوير مهارات إدارة الذات، فكلما زادت معرفتنا بنفسنا وكيف نستجيب للمحفزات الخارجية والداخلية، أصبح بإمكاننا اتخاذ قرارات أكثر اتزاناً تحقق سعادتنا وإشباعنا.