- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح واضحًا التأثير الكبير الذي ستلعبه هذه التقنية في تشكيل مستقبل سوق العمل. بينما يوفر AI فرصاً جديدة للنمو الاقتصادي والابتكار، إلا أنه يشكل أيضاً تحديات كبيرة أمام بعض الوظائف التقليدية.
في البداية، يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للتغيير الإيجابي. فهو يساعد الشركات على تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال الأتمتة والتخصيص الآلي للمهام الروتينية. هذا يسمح للعاملين بالتركيز على الأعمال الأكثر تعقيداً وإبداعاً، مما يؤدي إلى زيادة الدخل والفوائد للشركة والموظفين على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، يفتح الذكاء الاصطناعي مجالات عمل جديدة لم تكن موجودة قبل ظهورها؛ مثل تطوير البرمجيات الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وصيانة الشبكات المعقدة لهذه التطبيقات وغيرها الكثير.
ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذا التحول الرقمي. فالتوسع الواسع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في فقدان العديد من الوظائف خاصة تلك التي تعتمد على العمالة غير المدربة أو ذات المهارات المنخفضة. الدراسات تشير إلى أن حوالي 85% من الوظائف الحالية قد تتأثر بأشكال مختلفة من الأتمتة بحلول عام 2030 وفقا لدراسة نشرتها شركة Mckinsey Global Institute. وهذا يعني أنه سيكون هناك حاجة متزايدة لتحقيق توازن بين تقديم التدريب والدعم اللازمين للأفراد الذين سيحتاجون لإعادة مهنتهم بعد خسارة وظائفهم بسبب تقنية الذكاء الاصطناعي وبين الاستثمار المستمر في البحث العلمي وتطوير برمجيات هذا المجال.
كما ينبغي النظر أيضا في القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام البيانات البشرية أثناء تدريب نماذج التعلم العميق المستخدمة بكثرة في انظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة . تم طرح تساؤلات حول خصوصية بيانات الأفراد وكيفية حماية حقوقهم عند استخدامها لأغراض التصنيع الصناعية بدون موافقتهم المسبقة وفي كثير من الحالات حتى معرفتهم بذلك.
وفي النهاية ، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل ليس أمراً ثابتًا ولكن موضع نقاش واسع ومتغير باستمرار حسب تطور المجتمع وحاجة الأسواق العالمية لذلك يجب علينا جميعا مراقبة هذه التقنية الجديدة باهتمام شديد واتخاذ قرارات مدروسة حول كيفية استعمالها واستخدام مواردنا البشرية بطريقة فعالة ومستدامة قدر الامكان.