قصة 'المياسة والمقداد'
من أشهر السير الشعبية التي تناقلها العرب بالمشرق والمغرب على مدى أجيال، وأحداثها وقعت في بوادي الحجاز بين مكة والمدينة المنورة، وبطلتها المياسة ابنة جابر الضحاك أحد سادة كندة، وبطلها المقداد بن الاسود الكندي ابن عمها الذي ولد يتيما معدما https://t.co/yVh9gYOc3i
وشب على رعي الخيل والابل مع عبيد كندة وخدمهم، وصار من فرسان العرب
المغاوير·
والمياسة كانت آية في الجمال والبهاء، والرواة الشعبيون وصفوها بأنها ذات 'قد معتدل بخد أسيل وطرف كحيل وعنق طويل وقامة كأنها ميل' وقالوا انها كانت 'ذكية المعاطر مقبقبة الخواطر، ان أقبلت خيلت وإن أدبرت فتنت'
، وقد ذاع جمالها واشتهر اسمها بين قبائل العرب، وتقدم ساداتهم واشرافهم وملوكهم لخطبتها، ولكنها رفضتهم جميعا، وأقسمت 'بذمة العرب وشهر رجب والرب اذا طلب غلب' ما يتزوجها ويملك عنانها الا من يهزمها في المبارزة وميدان الحرب وموقف الطعن والضرب·
وتقدم لها عدد من فرسان العرب المغاوير ونازلوها في الميدان للفوز بها ولكنها صرعتهم جميعا، ووصل صيتها الى سادة قريش وفرسانها، فخرجوا لخطبتها من والدها جابر بن الضحاك لأي منهم وبها يضمنون مساندة قومها كندة وهم من أشجع فرسان العرب في حروبهم·
سادة البطحاء
واستقبل جابر بن الضحاك والد المياسة سادة قريش أحسن استقبال، وقال لهم مرحبا سادة العرب وسكان زمزم والصفا، وذبح لهم الذبائح وسكب لهم الخمور، وبعد مرور ثلاثة أيام على استضافتهم، سألهم عن مطلبهم، فقالوا جئناك راغبين ولابنتك المياسة خاطبين، وقد سمعنا عن حسنها وجمالها وشجاعتها،