فهم السؤال هو نصف الاجابة كما قيل.
بلغة فلسفية، فهم الاشكالية هو نصف الاجابة عليها.
ظهر في الفكر الحديث سؤال: إن كان الفني/الجمالي لابد له ان يتأثر بما هو اجتماعي تاريخي ثقافي، فكيف إذن نقدر ان نؤسس لعلم قادر ان يساعدنا في ضبط القواعد التي بها نقدر ان نحكم على ما هو جميل أو لا؟
العمل الجمالي(سواء كان نصا أدبيا أو نحتا أو رسما)هو منتج ثقافي، أي يُنتج في فضاء تاريخي اجتماعي معين،فلا بد إذن أن يتجسد جماليته.هذا من أهم الأسباب التي نقلت الاهتمام من محاولة التعرف على جمالية العمل إلى ثقافيته(إن صح التعبير).
بمعنى هو انتقال من النقد الجمالي إلى النقد الثقافي.
السؤال الذي قد يطرح لحل مثل هذه الاشكالية: هل يمكن أن يكون في الجمالي/الفني/الأدبي (لنسميها ما نشاء) شيء "ما"، قد يكون هو الذي يساعدنا في معرفة كنة الجمال في ذلك، ولو كان مجرد "ما" فقط؟
هذا السؤال خطير ومهم جدا (كما تنبه جياني فطيمو في معالجته في ظل واقع مآل الحداثة في كتابه "نهاية الحداثة").
لماذا؟...
فلسفة الجمال (أو الفن) هو علم قيمي معياري، أي أنه يهتم بوضع قوانين من خلالها نقدر أن نحدد ما هو جميل أو غير ذلك. وعندما لا تكون ثمة معايير، نكون هنا أمام "عدمية" جمالية، أي لا توجد قيم يمكن أن نستند عليها كي نؤسس لحقيقة شيء ما، باعتبار أن الحقيقة هي معيارية كما هو غاية المنطق..