- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تزايد الندرة العالمية للمياه العذبة وتغير المناخ الذي يفاقم هذه الأزمة، تواجه البشرية تهديداً محدقًا يتجاوز مجرد ندرة موارد الشرب. هذا التهديد يشمل أيضاً القدرة على إنتاج الغذاء والصناعة والنقل - كلها جوانب حيوية لقوتنا الاقتصادي والبيئي.
في العديد من المناطق حول العالم، أصبح الوصول إلى المياه الآمنة والموثوق بها معركة يومية. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة، فإن نحو ثلاثة مليارات شخص يعيشون حاليًا في مناطق تعاني من فقر مائي طويل الأمد أو موسمي.
التحديات الرئيسية وأسبابها
- تغير المناخ: يعد ارتفاع درجات الحرارة أحد أهم عوامل ضغط النظام الطبيعي لموارد المياه. يؤدي الجفاف المتكرر والأعاصير الموسمية القوية إلى تقليل كميات المياه المتاحة للتجمع والاستخدام البشري.
- النمو السكاني: زيادة عدد سكان الكوكب بسرعة غير مسبوقة أدى إلى طلب متزايد على المياه لسد احتياجات الأساسيات مثل الزراعة والشرب والتطهير الصحي.
- الانكماش البيولوجي: الاستغلال غير المسؤول للموارد الطبيعية قد اختزل الكتل الخضراء التي تعمل كـ"مصارف" طبيعية لتجميع مياه الأمطار وإعادة تدوير الرياح.
- الطفرة الصناعية: إن استخدام المحاصيل الصناعية بكثافة للمياه للزراعة، بالإضافة إلى الهدر الكبير لهذه الثروة في قطاعات أخرى كالإنتاج الغذائي والكيميائي, يساهم أيضا في تفاقم الوضع الراهن.
الحلول المقترحة
لتفادي كارثة محتملة تحتاج المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حازمة وشاملة تشمل:
* تطوير شبكات جمع مياه الأمطار واستعمال تقنيات التحلية البحرية بطريقة مستدامة بيئياً اقتصادياً.
* تطبيق سياسات أكثر حسماً لتحقيق الترشيد والإدارة الفعالة لمواردهم المائية عبر الحد من هدر المياه وتحسين جودة إدارة نظم الرى.
* اتباع نهج شامل لحماية وصيانة النظم البيئية الطبيعية وتعزيز دور "الأراضي الرطبة" كمصدات ضد الفيضانات والجفاف.
* نشر الوعي والثقافة بين الناس حول قيمة الماء وكيف يمكن للحفاظ عليه أن ينسجم مع نمط حياتهم اليومي.
هذه الأزمة تتطلب عزم عالمي وعمل مشترك لإيجاد حلول دائمة تضمن حقوق الجميع للأجيال القادمة.
