• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور العالم الرقمي وتزايد اعتمادنا اليومي على التقنيات الحديثة، أصبح للتكنولوجيا تأثير كبير على العديد من جوانب حياتنا، ومن بينها الحياة الأسرية. هذه الفئة الجديدة من التواصل والالتقاء الإلكتروني قد جلبت معها فرصًا جديدة لتفاعل الأسرة ولكن أيضًا تحديات لمواجهتها. فيما يلي استكشاف تفصيلي لهذه الآثار والتداعيات المحتملة.

الفرص المتاحة

أتاح الإنترنت للعائلات فرصة كبيرة للبقاء على اتصال بغض النظر عن الموقع الجغرافي. البرامج المرئية والصوتية عبر الإنترنت مثل Zoom, Skype, FaceTime والسوشيال ميديا توفر طريقة فعالة للتواصل ولو كانت افتراضيًا. هذا مفيد خاصة عندما يصبح أعضاء العائلة بعيدين بسبب الدراسة أو العمل أو الظروف الأخرى خارج سيطرتنا كالحجر الصحي أثناء جائحة كورونا مثلاً.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز التعليم المنزلي والإلمام بالأحداث الثقافية والعالمية بطريقة أكثر جاذبية وجاذبية للأطفال والشباب عبر مجموعة متنوعة من التطبيقات والألعاب التعليمية التي تشجع التعلم اللعبى والاستكشاف الذاتي.

التحديات المحتملة

من الجانب السلبي، فإن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الوقت الذي يقضيه الأفراد مع بعضهم البعض بشكل شخصي مما قد يحدث فجوة عاطفية واجتماعية داخل الأسرة الواحدة. هناك أيضاً مشكلات تتعلق بالخصوصية وقدرات الأطفال على التعامل الآمن والمناسب اجتماعيًا عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة لذلك، وقت الشاشة المطول المرتبط بالتكنولوجيا له تأثيرات صحية محتملة مثل زيادة الوزن وضعف الرؤية واضطرابات النوم وغيرها الكثير.

إدارة التحديات واستخدام ممكنات التكنولوجيا

لحماية الصحة النفسية والجسدية للأفراد ضمن البيئة المنزلية، ينصح بتطبيق قواعد "وقت شاشة" محدد يومياً لكل فرد من أفراد الاسرة. كما أنه من المهم تعليم الأطفال كيفية تحديد الحدود الشخصية وأمان المعلومات الخاصة بهم عند مشاركتها رقميا. أخيرا وليس آخرا، يمكن الاستفادة القصوى من تكنولوجيتنا الحالية عن طريق تنظيم فعاليات منزلية رقميّة مشتركة تجمع الأعضاء الذين يعيشون بعيدا عن بعضهم البعض بشكل منتظم للحفاظ على روابط وقيم المجتمع الأسري .

هذه القضية تحتاج دائما الى إعادة مراجعة مستمرة ومتابعة مستدامة لكيفية التأثير الذى تحدثه التكنولوجيا على حياة الناس خصوصاً تلك المتعلقة بالحياة الأسرية والتي تعتبر أساس أي مجتمع متحضر وصحيح.