في عالم التجارة الحديثة، أصبح التسوق عبر الإنترنت ظاهرة شائعة. عند شرائك منتج ما عبر الإنترنت وتلقيك المنتج بدون وجود بائع فعلي، قد تتساءل عن وضع عقد البيع بينكما. وفقًا للشريعة الإسلامية، يحق لك الخيار في فسخ العقد حتى وإن كنت بعيدًا عن "مجلس العقد"، أي المكان الذي اتخذت فيه القرار بشراء المنتَج.
إذا تلقت رسالة تفيد بأن البائع قد بيَّعَ لك سلعته مقابل ثمن محدد ووافقت عليها، يكون ذلك عقدًا صالحًا. لديك خلال تلك الفترة التي تسمى "مجلس القبول"، الحق في إلغاء الصفقة طالما بقيت داخل نفس الموقع الذي قبِلت فيه البيع. وفي حال كنت خارج حدود هذا المجال الجغرافي أثناء عملية الإقرار، تعتبر منطقة تواجدك هي مجلس الاتفاق الجديد. وهذه الحرية تعطي المشتري قدرًا أكبر من المرونة والحماية لحقوقه.
لكن يجب العلم بأنه في حالات معينة، مثل كتابة شرط عدم حق الفسخ ضمن اتفاقية الشراء أو موافقته صراحةً، يتم إسقاط خيار المجلس وبالتالي تتحقق عملية البيع بشكل نهائي بمجرّد الموافقة. وعند حدوث أي خلل واضح متعلق بجودة السلعة المباعة، يستطيع المشتري طلب إعادة الأموال أو استبدال العنصر المعيب. وهذا يدل على التوازن والاستقامة المضمنة بنظام القانون الإسلامي فيما يتعلق بالعقود التجارية والمعاملات الاقتصادية عموما.
بهذه الطريقة، توفر التعاليم الدينية أساسًا قويًا ومعاصرًا للاسترشاد به في ميدان الأعمال الإلكتروني اليوم.