• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عالم يتجه بسرعة نحو الاعتماد المتزايد على التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، يبرز موضوع تحويل الطاقة كأحد أهم القضايا التي تواجه البشرية. هذا القطاع الحيوي يشهد ثورة هائلة مدفوعة بالابتكارات التكنولوجية الحديثة التي توفر فرصاً غير مسبوقة لتحقيق الاستقرار البيئي، زيادة الكفاءة، وخفض الانبعاثات الضارة.

**التحول إلى مصادر طاقة متجددة**

تعتبر المصادر الطاقوية المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأمواج مصدر قلق رئيسي في استراتيجيات الطاقة العالمية حالياً. هذه المصادر ليست فقط نظيفة ولا تلوث الهواء، ولكنها أيضاً يمكن استخدامها بكفاءة أكبر عبر تقنيات جديدة تساعد على تخزين واستخدام الكهرباء المنتجة بطرق أكثر ذكاءً.

على سبيل المثال، تعتمد شبكات "الشبكات الذكية" (Smart Grids) عادةً على البيانات المستندة إلى الحوسبة السحابية للتحكم الفعال في إنتاج وتوزيع الطاقة من مصادر مختلفة ومتغيرة باستمرار حسب الظروف الجوية أو الوقت من اليوم. كما يُستخدم الـBlockchain لتوفير شفافية وأمان أعلى في معاملات نقل الطاقة بين الأطراف المختلفة.

**دور الذكاء الاصطناعي (AI)**

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تطوير قطاع طاقة المستقبل. فمعالجة الكم الهائل من البيانات الرياضية المجسمة ثلاثية الأبعاد والمستمدة من صور الأقمار الصناعية يستخدم لتوقع أفضل ظروف تشغيل محطات توليد الطاقة الكهرومائية والشمسية وغيرها. بالإضافة لذلك، تعمل خوارزميات التعلم الآلي على تعزيز فعالية إدارة الشبكات وضبطيتها في مواجهة تغيرات الطلب والتوريد اللحظيتين للكهرباء.

**تكافؤ الفرص وضمان العدالة الاجتماعية**

رغم الإمكانات الهائلة لهذه الثورة الرقمية، إلا أنه ينبغي مراعاة جوانب مهمة تتعلق بتكلفة الانتقال لهذه المرحلة الجديدة وبنية تحتية قديمة ربما لم تعد مناسبة وقد تحتاج لإعادة تصميم جذري. كذلك، فإن ضمان الوصول العادل والميسر للجميع لمصادر التغذية البينية أمر ضروري للحفاظ على الحقوق الأساسية للمجتمعات المحلية أثناء عملية التحول هذه.

**استنتاج حول مستقبل تحويل الطاقة:**

إن رحلة تحويل الطاقة باتجاه مستقبله الجديد مليئة بالتحديات والإغراءات المحتملة بدرجة كبيرة مقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية؛ فالنجاح سيعتمد بشكل كبير على كيفية تنظيم الحكومات وشركات الصناعة المجتمع المدني ومشاركة جميع أصحاب المصالح بخبرة وجهد مشترك بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية والحكومية...الخ مما يخلق بيئة صحية وقابلة للتطور وفق رؤية واضحة تراعي احتياجات وكفايات المشروع المشترك كل فرد وعائلته وكذلك الشعوب الأخرى المؤثرة فيه مباشرة وغير مباشرة بأشكال مختلفة سواء كانت مادّيه أم معنوية كالاحترام والثقة المتبادلة بين أفراد نفس المنطقة الجغرافية الواحدة والتي تشكل جزء أصيل من المنظومة البيئية العالمية .