الحمد لله، وردت أحاديث نبوية تشير إلى أنواع الشهداء، ومن بينهم من أكلته السباع والغريق. أما بالنسبة لمن أكلته أسماك القرش، فإننا نستطيع الاستناد إلى الأدلة الشرعية لتوضيح هذا الأمر.
أولاً، الغرق شهادة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله". هذا الحديث يوضح أن الغرق هو أحد أنواع الشهادة.
ثانياً، يرجى لمن افترسه سبع أن يكون من الشهداء، كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري". حيث روى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه حديثًا صحيحًا يقول: "من يتردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار: لشهيد عند الله".
وبالنظر إلى سمك القرش، فهو يعتبر سبعًا من سباع البحر، حيث له ناب يفترس به. وبالتالي، فإن من افترسته أسماك القرش يرجى له أن يكون من الشهداء، سواء مات غرقًا قبل افتراسها له أو مات بافتراسها له. وفي كلتا الحالتين، يعتبر ذلك شهادة بإذن الله.
ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن من مات ثم ألقي في البحر فأكله القرش لا يعد من الشهداء.
وفي الختام، فإن من أكلته أسماك القرش يرجى له أن يكون من الشهداء، سواء مات غرقًا أو افتراسًا، وذلك بناءً على الأدلة الشرعية المذكورة أعلاه.
