- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تطور التقنيات الرقمية، برزت تقنية البلوكشين كحل ثوري لعدة تحديات تواجهها الصناعة المالية. هذه التقنية، التي اشتهرت أساسا مع عملة البيتكوين، توفر طريقة لامركزية وآمنة لتسجيل المعاملات عبر شبكة موزعة. ولكن، رغم فوائدها الواضحة، فإن تطبيق هذه التكنولوجيا في القطاع المصرفي ليس خاليا من العقبات.
أولى هذه التحديات هي الخصوصية والأمان. بينما تعد الشبكات المركزية اليوم آمنة نسبيا بفضل التحكم المركزي والمراقبة المستمرة، فإن الطبيعة اللامركزية للبلوكشين قد تجذب الجهات الضارة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن حماية البيانات الشخصية للمستخدمين. الحلول المقترحة تشمل استخدام تشفير متقدم والتحقق المتعدد للعوامل.
التوافق والتوافق بين الأنظمة
ثانياً، يتعين على المؤسسات المالية التعامل مع التنسيقات المختلفة للتطبيقات الموجودة حالياً. يمكن أن يؤدي عدم الاتساق في هياكل البيانات والمعايير البرمجية إلى تعقيد دمج تقنية البلوكشين. العامل الآخر الذي يلعب دوراً هاماً هو القدرة على الربط مع المنظمات الأخرى باستخدام بروتوكولات مختلفة. هنا، يبرز دور تطوير مواصفات مفتوحة المصدر واتفاقيات مشتركة لتحقيق الانسجام الفني.
قضايا تنظيمية وقانونية
ثالثاً، القوانين الحالية ليست دائما مصممة خصيصاً لاستيعاب الأعمال المتعلقة بتقنية البلوكشين. العديد من البلدان لم تصدر بعد قوانين واضحة حول هذا الموضوع مما يخلق بيئة قانونية غير مستقرة للشركات المهتمة بالاستثمار في هذه التقنية الجديدة. وهذا يشمل مسائل مثل الاعتراف القانوني للأصول المشفرة، الحقوق الخاصة بالأعمال التجارية ذات الصلة، والتزاماتها الضريبية.
وفي النهاية، ربما تكون واحدة من أكبر التحديات تتمثل في تغيير الثقافة الداخلية داخل المؤسسات المصرفية نفسها. الأمر يتطلب تحولا نحو اعتماد ثقافة أكثر مرونة واستعداد للاستكشاف والاستثمار الكبير في البحث والتطوير لفهم وفهم وتطبيق تكنولوجيا جديدة تمامًا. إن مسار انتقال بنى تحتية عملاقة ومتجذرة مثل النظام المصرفي العالمي سيكون بالتأكيد رحلة طويلة ومليئة بالتحديات لكنها مليئة بالإمكانات أيضًا.