تبقى البرازيل دون منافس كمصدر رائد لحبوب القهوة العالمية، محققة رقم قياسي استمر لأكثر من قرن ونصف القرن حتى الآن. تلعب المساحات الشاسعة المتاحة للزراعة - تقريبًا ٢٧ ألف كيلومتراً مربعاً - دوراً مهماً في صدارة الدولة البرازيلية، خصوصاً في المناطق الواقعة جنوب شرق البلاد مثل "ميناز جيرايس"، "ساوباولو"، و"بارا". المناخ ذو درجات الحرارة المعتدلة والمناسب لهذه المحاصيل بالإضافة إلى الطرق الفريدة للجفاف (العملية الجافة) جعلتها مميزة بين الدول المنتجة الأخرى.
أنتجت البرازيل وحدها ثلاثة ملايين طن من القهوة في موسم ٢٠١٧/٢٠١٨، وهو ما يشكل ما يفوق الثلاثين بالمائة من العرض العام العالمي، وذلك يعكس التأثير الكبير الذي يحدثه قطاع الزراعة على الاقتصاد المحلي. تمتلك البرازيل شبكة واسعة من مزارع البن تتجاوز ثلاثمائة ألف فدان خصبة.
وعلى الرغم من مكانة البرازيل المهمة، فقد شقت دولٌ كبرى أخرى طريقها نحو الصدارة في مجال إنتاج القهوة. تعقب البرازيل كل من فيتنام وكولومبيا فيما يتعلق بإنتاجهما السنوي للحبوب. تستحق فيتنام التقدير لما حققته مؤخراً من تطور ملفت للنظر. إذ شهدت زيادة هائلة للإنتاج ليصل إلى ١٫٦٥ مليون طن حسب البيانات الأخيرة لعام ٢٠١٦، بينما كان متوسط الانتاج قبل نصف قرن فقط ستّة آلاف طن فقط. وهذا الانقلاب العملاق ساعد بشكل كبير في رفع راية البلاد كواحدة من أقوى المصنعين للأطعمة اللذيذة والأرواح المنشطة.
وفي المقابل، تحتفظ كولومبيا بمكانتها الثالثة بفضل إنجازات الموسم نفسه الذي أدخل لها محصول قدر بحوالي ٨١۰٬۰۰۰ طن من الأحجار النفيسة المرغوبة لدى عشاق المشروب الأخضر الدافئ. أخيراً وليس آخراً، تأتي إندونيسيا لتستحوذ على الموقع الرابع بنسبة عشرين بالمئة عن حصتها السوقية عبر تقديم عروض بلوغ طنين سنوياً—وهذا يعكس بلاشك الوصول الطبيعي المثالي لدولة تربط وجودها جغرافيا مع مدار السرطان!