على الرغم من أن القرآن الكريم يذكر أن عذاب النار سرمدي في العديد من الآيات، إلا أن هناك أدلة في القرآن والسنة تشير إلى خروج بعض العصاة من النار. وفقًا لبعض المفسرين، مثل الضحاك وقطادة، فإن الاستثناء في الآية "فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد" (هود: 106-107) يعود على العصاة من أهل التوحيد الذين سيخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين.
كما تشير آيات الشفاعة، مثل "وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى" (النجم: 26)، إلى وجود الشفاعة وانتفاع بعض الناس بها. وقد دلت السنة النبوية على أن من أسباب خروج عصاة الموحدين من النار هي شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين.
على سبيل المثال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" (رواه أحمد، صححه الألباني)، مما يشير إلى أن السنة النبوية تحتوي على تفاصيل لم يذكرها القرآن. وقد ذكر الإمام الشافعي أن الكتاب هنا هو القرآن والحكمة هي السنة النبوية.
وبالتالي، فإن السنة النبوية توفر أدلة على خروج بعض العصاة من النار، مما يتوافق مع بعض التفسيرات للقرآن الكريم. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الكفار الذين ماتوا على كفرهم يدخلون النار وما هم منها بمخرجين، خالدين فيها أبداً.