- صاحب المنشور: جلال الدين اليعقوبي
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية الحديثة التي نعيشها اليوم، أصبح للتكنولوجيا دورٌ محوريٌّ في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي. فقد أدت هذه التحولات إلى تغيرات جذرية في طبيعة الأعمال وتوزيع الوظائف بين مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، فإن تحليل آثار هذه التغيرات على فرص العمل التقليدية وأثر ذلك المستقبلي يكتسب أهميته القصوى.
من جهة، أحدثت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأتمتة العديد من التغييرات الجوهرية فيما يتعلق بالوظائف، حيث حلّت الآلات محل بعض البشر في المهام الروتينية والإنتاج الصناعي. وهذا الأمر قد يؤدي إلى تقلص عدد وظائف معينة أو حتى اختفائها تمامًا مما يشكل تحديًا كبيراً للأسواق العمالية المعاصرة. إلا أنه ومن ناحية أخرى، فتحت تلك الابتكارات الباب أمام مجالات عمل جديدة لم يكن لها وجود سابقاً مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات والتعامل مع الأنظمة الخبيرة وغيرها الكثير.
التأثير المحتمل
- زيادة الكفاءة الإنتاجية: تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بشكل كبير في زيادة معدلات الإنتاج وكفاءتها مقارنة بطرق التصنيع والتسويق والتوليد القائمة حالياً.
- تشكيل سوق جديد للعمل الحر: ستوفر الشركات الصغيرة والمتوسطة فرص عمل أكبر للعاملين لحسابهم الخاص الذين يستطيعون تقديم خدمات متخصصة عبر الإنترنت باستخدام الأدوات الرقمية.
- إعادة تعريف مهارات العمال المطلوبة: سيتطلب المجتمع المستقبلي مجموعة مختلفة تماما من المهارات تتضمن القدرة على التعلم المستمر والإبداع والتفكير النقدي بالإضافة للمواهب الفنية مثل البرمجة ومعالجة اللغات الطبيعية.
التحديات المرتبطة
- جهل المستخدم النهائي بالتغيير: ربما لن تكون هناك قدرة لدى بعض الأشخاص لفهم واستخدام التقنيات الجديدة وقد يعيق هذا القدرتهم على المنافسة بنجاح داخل السوق الحديث.
- مشاكل متعلقة بالأمان والخصوصية: سيولد انتشار البيانات الضخمة المزيد من المخاطر الأمنية وستكون حماية المعلومات الشخصية ضرورية للحفاظ على ثقة الأفراد بالمؤسسات التجارية المختلفة.
- عدم المساواة الاجتماعية: قد تؤدي التطبيقات الناشئة القائمة على البيانات الضخمة لتعميق الفجوة الموجودة بالفعل بين الطبقتين الغنية والفقيرة إن لم يتم اتباع سياسات تصحيحية مناسبة.
الإمكانيات المتاحة
- برامج التدريب المهني الحكومي والشركات الخاصّة : يمكن لهذه البرامج مساعدة العمالة الحاليّة والخريجين الجدد بتحديث مواهبهم وتعليمهم طرق الاستفادة من الفرص الجديدة المقدمة بواسطة الثورة الرقمية.
- البحوث الأكاديميّة المتعلقة بمواءمة التعليم مع احتياجات الأسواق العاملة :
- يمكن للأبحاث الدراسية دراسة أفضل الطرق لدمج تقنيات القرن الواحد والعشرين ضمن المنهاج المعد لكل مرحلة دراسية بداية منذ الصفوف المبكرة وانتهاء بكليات الدراسات العليا
