التأريخ لبداية مشروع التغيير في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج لم يحدث في 2011 م ، وإنما البداية الفعلية حصلت في 2003م حين غزت أمريكا العراق ، وكان إدراتها لمشروع الغزو وسلوكها يصب مباشرة في مصلحة " إيران " ابتداء ببناء السياسة على المحاصصة الطائفية ، وإمضاء مشروع اجتثتاث البعث .
كانت العلاقة بين من يسمون بــ " الجهاديين " وإيران مثالية قبل عام 2003 م ، فطهران كانت الملاذ والمعبر لكثير من هؤلاء الإرهابيين الذين استطاعت طهران توظيفهم في مشروعها بأحسن طريقة ، وسرحتهم في العراق لإشعال فتيل الطائقية ابتداء بمقتل الحكيم على يد الزرقاوي وجماعته وإضعاف السنة ..
في الوقت الذي كانت فيه إيران تتغلغل داخل العراق باستخدام شماعة حرب الإرهاب وحماية المقدسات وتنفيذ خططها عبر عملائها العراقيين أتباع ولاية الفقيه ، كانت حريصة على إنهاك العراق بالتفجيرات والقلاقل والفقر وإعاقة التنمية وتولية السراق والمجرمين على مقدرات الشعب العراقي ..
ومن يتابع الوضع العراقي بعد 2003 يلحظ أنه مع أي بادرة لاستقرار العراق وخروجه من فتنته الكبرى تبدأ سلسلة التفجيرات الآئمة التي جعلت المجتمع العراقي يعيش حالة رعب مستمر وفقدان الأمن وهذه حالة لا يمكن معها خلق حالة تنمية أو استقرار ونهضة ..
وفي الوقت الذي كانت إيران تسرح وتمرح في العراق تأخر العرب كثيراً في الدخول على معادلة الوضع العراقي وإيقاف المشروع الإيراني داخل العراق لأن هذا سيجعلهم في مواجهة مباشرة مع الغازي الأمريكي الذي له استراتيجية ورؤية داخل العراق والمنطقة ..