وفقاً للعقيدة الإسلامية، يوجد الفرقان بين الجنة والنار بناءً على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الجنة تقع في السماء السابعة الأعلى، وهي الأعلى والأفضل بين جنات الجنة الثمانية عشر. أما بالنسبة للنار، فهي موجودة في الأرض السفلى، وتحديداً في "سجين"، الذي يُشير إلى أسفل طبقات الأرض. وهذا مستند إلى آيات قرآنية مثل قوله تعالى: "(إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) "(المطففين: ١٨) وقوله: "(إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)"(المطففين: ٧).
وقد أكدت العديد من الأحاديث النبوية هذه الروايات. فعلى سبيل المثال، روى الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ لأنه وسط الجنة وفوقه عرش الرحمن". بينما نقل البيهقي بسند ضعيف عن ابن مسعود: "جنة الله في السماء السابعة العليا ونار جهنم في الأرض السابعة السفلى." بالإضافة لذلك، ذكر ابن عثيمين رحمه الله أن هناك اختلافاً بين العلماء حول موقع النار بالتحديد داخل الأرض، فقد اعتبرها البعض مبنية على بحار أرضية، بينما رأى آخرون أنها محصورة في أعماقها.
وفي النهاية، يؤكد الفقهاء أن مكان دخول الموتى للجنان أو النار يحدث خلال فترة البرزخ قبل يوم القيامة. وفي تلك الفترة، تعرض الكافرون لهبوب الرياح المحملة بالنيران التي تهبط بهم نحو نار جهنم، وفقاً لما ورد في الآية الكريمة: "(كلا إنها لذكرى...)" (القلم:١٩)، مما يدعم نظرية وجود النار ضمن العالم الأرضي وليس في عالم سماوي مختلف.