2 إنه الوجه الاخطر لتعلقه بكل ما يحول دون استئناف الأمة لدورها الكوني في تاريخ البشرية المقبلة بعد أن فقدت فرصة التقاطب الماضي -الغرب والسوفيات-وشرعت في فقان فرصة التقاطب المقبل -الغرب والصين-. وهو التحريف الثاني بعد الاول: قراءة التاريخ بالباطنيات مثل قراءة القرآن بالاسرائليات
3 وما لم نحرر تاريخنا من السردية الباطنية وقرآننا من السردية الاسرائيلية فإن الامة ستبقى نهبة لكل ناهب ليس لها من شروط ما كلفت به من شهادة على العالمين أدنى حظ لأن من تفسدرؤيته لمرجعيته الروحية ولمجرى تاريخه تتفتت جغرافيته فيضعف ماديا ويتشتت تاريخه فيضعف روحيا فتذهب ريحه حتما.
4 فمن عجائب الامر أن قراءة الباطنية في موقفها من التاريخ تنتهي إلى ما تنتهي اليه قراءة الاسرائيلية في موقفها من القرآم: فالاولى تسفه كل الصحابة وتقدس عليا والقلة منهم التي مالت إليه فتلغي منهج التصديق والهيمنة لتشرع احتلال اسرائيل لفلسطين وتبرر التصفية العرقية لأهلها من البداية.
5 لذلك تجد بعض الحمقى من العرب اليوم من يرى هذا الرأي متوهما أنه يمكن أن يكون موسى قد قاوم استبداد فرعون وطلب الهجرة لكي يطبقه في غير مصر فيكون فرعونا متاسين أن دين موسى قد استنبدله السامري بدين العجل ومن ثم فكل شناعات التوراة ثمرة تحريف السامري ومنها الكثير من الاسرائليات عندنا.
6 وأفضل دليل هو الابراهيمية التطبيعية التي تكذب القرآن الذي ينفي ان يكون ابراهيم يهوديا أو نصرانيا ومن ثم فلا يمكن التوحيد بين الإسلام والدينين المحرفين ما لم يتخلصا من التحريف في حين ان الابراهيمية التطبيعية تعني تحريف الإسلام ليتحد مع ابراهيم التوراة وليس ابراهيم الحنيف المسلم